تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، في حلقة، اليوم الأحد، من برنامج «سماحة الدين»، على «نجوم إف إم»، عن «رخصة القعود في الصلاة».
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: “حلقة اليوم عن (رخصة القعود في الصلاة)، مفيش حاجة اسمها حكم ديني من وجه واحد هذه خطيئة فقهية، لازم نعرف كل أحد إن الدين قائما على وجهين، أحكام دينية عزيمة هي البداية، ورخصة وهو الحكم الطارئ أو الحكم الثابت ثانيا”.
وأضاف: “لو أنت تصلي صلاة فريضة وهي المكتوبة (الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء)، ولما تيجي تصليها لازم تصلي وأنت واقف إذا كنت قادرا على القيام، لأن ربنا يقول في حكم العزيمة (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)، أو في قوله تعالى (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) يعني وأنت تصلي قف، وهناك حديث آخر بعنوان حديث الرجل المسيء صلاته، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: (ارجع فصل فإنك لم تصل)، فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ارجع فصل فإنك لم تصل) ثلاثاً، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: (إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تعدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، وافعل ذلك في صلاتك كلها)”.
وتابع: “لو وقفنا عند هذه العزيمة سنضر الناس اللي عندهم ظروف طارئة وغير قادرين على الوقوف، ولذلك كان لا بد أن نتكلم عن رخصة القعود في صلاة الفريضة، غير القادر مش محتاجة فتوى أحد لكي تصلي وأنت جالس ولكن أنت تحافظ على نفسك وصحة الأبدان تقدم على صحة الأديان، لو قادم من شغلك أو مدرستك مرهق ولو وقفت هتدوخ وتصلي دون تركيز، والقرار هنا قرارك”.
وأردف: “عمران بن حصين سأل النبي صلى الله عليه وسلم (كَانَتْ بي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَقالَ: صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)، أجمع الفقهاء على أن القيام في صلاة الفريضة يسقط للعذر الأدمي، مثل مشقة القيام البدنية، أو من خوف المشقة البدنية إنك لو صليت وأنت واقف ستدوخ وتجلس فما المانع من الجلوس من أولها، لو أنت في سيارتك مثلا، كلها رخص وأعذار تسمح لك تصلي الفريضة وأنت جالسا”.
واستطرد: “هناك أيضا صلوات النوافل مثل الضحى والتراويح، والأصل فيها إنك تصليها وأنت جالس، وسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام قال (مَن صَلَّى قَائِمًا فَهو أفْضَلُ، ومَن صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ القَائِمِ، ومَن صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أجْرِ القَاعِدِ)، وفي حديث أخرجه مسلم عن عمرو بن ربيعة أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت، حتى هنا القبلة تكون تجاه سيرك وليس تجاه الكعبة، وقبلتك تكون في قلبك”.
وأوضح: “سؤال آخر، (هل ينفع الجمع بين القيام والجلوس في الركعة الواحدة إذا كنت تصلي صلاة تطوع أو النافلة؟)، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أُمِّ المُؤْمِنِينَ، أنَّهَا لَمْ تَرَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ قَاعِدًا قَطُّ حتَّى أسَنَّ، فَكانَ يَقْرَأُ قَاعِدًا، حتَّى إذَا أرَادَ أنْ يَرْكَعَ قَامَ، فَقَرَأَ نَحْوًا مِن ثَلَاثِينَ آيَةً – أوْ أرْبَعِينَ آيَةً – ثُمَّ رَكَعَ)، إذن سيدنا النبي في صلاة كان يجمع بين القيام والقعود، وهذه صلاة سنة فلازم يكون فيها نوع من المرونة واترك الإنسان مع ربنا”.
ويقدم الدكتور سعد الدين هلالي برنامج “سماحة الدين” يوميًا من الساعة 5.45 لـ5.55 عصرًا.
مواضيع ممكن تعجبك