تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، في حلقة، اليوم الأربعاء، من برنامج «سماحة الدين»، على «نجوم إف إم»، عن «رُخَص العزيمة في قول الله تعالى (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ)».
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: سنتحدث عن مقطع في قوله سبحان وتعالى (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ) ولم أكمل الآية لأني أقصد من هذا المقطع فترة الصوم، وهي عزيمة ونحن نعلم أولادنا وأنفسنا إننا لازم نصوم، وقال الله في كتابه العزيز (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)، وهنا يطرح سؤال عن الحقن العضلية أو الوريدية أو الأكل والشرب بالمنظار مثلا، هل هذا اسمه وشرب؟.. هناك رأيين وجمهور فقهاء يقولون إنه لا يفطر لأنهم اعتبروا العبرة بالمخرج الطبيعي مثل الفم والعين والأذن، ولكن الوريد والمنظار لو دخل من البطن لا يفطر، ولكن مذهب الحنابلة كفقهاء قالوا يفطر”.
وأضاف: “سؤال آخر يأتي لنا (هل يعد بلع دم اللثة طعاما وشرابا يُفطر؟)، المذهب الحنفي يقول ليس أكلا أو شربا ولا يفطر، ولكن جمهور الفقهاء يقول يفطر لأن الدَّم يدخل المعدة والفم مدخل ومخرج طبيعي إذن يفطر”.
وتابع: “سؤال آخر (هل يعد بلع اللعاب والنخامة طعاما ويفطر؟).. المذهب الحنفي والمالكي في المشهور يقول لا يفطر، ولكن الشافعية والحنابلة قالوا يفطر، أيضا (هل يعد بلع ما بين الأسنان يفطر؟).. المالكية قالوا لا يفطر، ولكن المذهب الحنفي قالوا يُفطر لو كان القدر كبيرا على قدر الحمصة فأكثر ولكن أقل منها لا يفطر، وهنا خد بما يطمئن له قلبك وكلها آراء فقهية صحيحة”.
وأردف: “أيضا سؤال آخر عن استنشاق بخاخ الربو وهل يعد طعاما، ونحن أمام رأيين فقهيين يعني فهم وربنا لم ينص عليه وهو اجتهاد، فيه فهم يقول هذا ليس أكل وشرب ولكن لتوسعة الشعب الهوائية، واتركوا الأمر للصائم يأخذ قراره”.
واستطرد: “سؤال آخر يأتي لنا عن هل تذوق الطعام يُفطر؟.. إجماع الفقهاء يقول لا يفطر، ولكن مكروه أم غير مكروه؟.. هناك رأيين ابن عباس والحسن البصري والإمام إبراهيم النخعي يقول مش مكروه ومن حقك تذوق الطعام طالما لن تبلعه، ولكن الإمام أحمد قال إنه مكروه فهو نوع من الدلع”.
وأوضح: “سؤال آخر عن التقطير في الأنف أو الأذن والعين هل تفطر أم لا، المذهب الظاهري وبعض الحنفية والشافعية قالوا لا يفطر فهو لم يدخل المعدة وهي مخارج ليس لها علاقة بالبطن والغذاء، ولكن جمهور الفقهاء اعتبروها من المخارج الطبيعية وحكمه حكم المعدة، إذن أنت تختار الرأي المناسب لك ولا أحد يزايد عليك”.
وتابع: “سؤال آخر عن الحقنة الشرجية وهل تفطر أم لا، المذهب الظاهري والإمام عبدالملك بن حبيب قالوا لا تفطر نهائيا فهي لم تدخل المعدة ولكنها نظافة، ولكن جمهور الفقهاء قالوا يفطر”.
وأكمل: “آخر سؤال ممكن نسأله في (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ)، هل يعد القيء العمدي أو المرضي في حكم الطعام ويفطر، هناك 3 آراء فمنهم من قال إنه لا يفطر، وروي عن اثنين من الصحابة علي بن طالب وعبدالله بن عباس (الفطر مما دخل لا مما خرج)، وأيضا استدلوا بحديث عن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام قال (ثَلاثٌ لا يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ: الْقَيْءُ وَالْحِجَامَةُ وَالاحْتِلامُ)، ولكن هناك رأي آخر جمهور الفقهاء يقولون غذا كان القيء مرضي لا يفطر، ولكن إذا كان عمدي وأخر ما في بطنه فه ويفطر، استنادا لحديث أخرجه الترمذي عن سيدنا النبي (مَن ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ)”.
ويقدم الدكتور سعد الدين هلالي برنامج “سماحة الدين” يوميًا من الساعة 5.45 لـ5.55 عصرًا.
مواضيع ممكن تعجبك
