تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، في حلقة، اليوم الثلاثاء، من برنامج «سماحة الدين»، على «نجوم إف إم»، عن «رُخَص العزيمة في قول الله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)».
وقال الدكتور سعد الدين هلالي: “سنتحدث عن الآية الكريمة (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)، يعني الآية تقول لمن يريد الصيام في شهر رمضان أو أي يوم إنه في الليل لك الحق أن تعيش مع زوجتك لكن مع طلوع الشمس وهذه فترة الصوم ممنوع أن تقترب في اللقاء الزوجي، نقول محظورا على الصائم في نهار الصوم أن يلتقي بزوجته ولكن في الليل أمر متروك ومأذون فيه، وهذه اسمها عزيمة أي حكم ابتدائي ويترتب عليها أحكام فرعية كثيرة”.
وأضاف: “السؤال هنا هل يجوز عقد الزواج في شهر رمضان وما يترتب عليه من لقاء زوجي وهذا يختلف ويتعارض مع صوم نهار رمضان؟، سؤال آخر هل يجوز للزوج أن يعيش مع زوجته في خلوة بنهار رمضان، أم ممكن في الليل يكون فيه خلوة والنهار نمنع هذه الخلوة خوفا من ارتكاب ما يفسد الصوم؟.. إجماع الفقهاء يقول لك ربنا لم يمنع عقد الزواج في شهر رمضان أو يمنع معيشتهم مع بعض في غرفة واحدة في النهار أو الليل، ما منعه إن الصائم لا يقترب من زوجته في اللقاء الزوجي، لكن ممكن يقترب في تعايشهم سواء فلا شيء يمنع”.
وتابع الدكتور سعد الدين هلالي: “بعض المتشددين يقولون لك ممنوع وحرام وابعد عقد الزواج في رمضان وابتعد عن زوجتك في نهار رمضان سدا للذريعة خوفا من أن تلتقي بزوجتك وتفسد عليك صيامك، ولكن هناك حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه أملككم لإربه)، أي كان قادرا إنه يمنع نفسه من إنه يفطر في الصوم، هذا يدل على أنه لا يُمنع عقد الزواج في رمضان، ولو حدث خطأ فله كفارته”.
وأردف: “هل يقاس على (الرفث) القبلة، هناك رأيين، أحدهما يقول إن القبلة حكمها حكم اللقاء الزوجي أي تفطر، وقال هذا عمر بن خطاب، وحذيفة بن اليمن، وعبدالله بن مسعود، وهناك رأي آخر (ورُوِيَ أن عمر بن الخطاب قال: هَشَشْت فقبَّلت وأنا صائم، فقلت يا رسول الله! صنعت اليوم أمرًا عظيمًا، قبَّلت وأنا صائم، قال: “أرأيت لو مَضْمَضْتَ من الماء وأنت صائم”؟ قلت: لا بأس به، قال: “فَمَهْ”) يعني فيها إيه”.
واستطرد: “هناك مسألة أخرى تطرح دائما (هل يجوز طلوع الفجر على الصائم وهو جنُب؟)، والجنُب عليه الاغتسال، ولكنه تكاسل حتى الفجر أذن عليه، هنا هل صيامه صحيح أم غير صحيح؟.. الرأي الأول يقول ينفع إن الإنسان يصحو صباحا وهو على جنابة دون أن يغتسل من جنابته التي كانت في الليل، وفي هذا الحديثِ يقولُ عطَاءُ بنُ يَسارٍ- أحدُ أئمَّةِ التَّابِعين وفُقهائِهم-: “دخَلْتُ على أمِّ سلَمةَ” زَوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم “فحدَّثَتْني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يُصبِحُ جُنُبًا مِن غيرِ احتلامٍ ثمَّ يصُومُ”، والرأي الآخر قاله به أبو هريرة وبعض أهل الحديث (من أصيب بجنابة ثم طلع عليه الفجر دون أن يغتسل قبل طلوع الفجر صيامه باطل)، وأنا هنا أذكر لكم الرأي الآخر عشان لما حد يفتنك برأي تقول له هناك رأي آخر وأنت تتجاهله”.
وأوضح: “سؤال آخر يطرح علينا، هل تعد الغيبة والمعصية من (الرفث)، وفي قول الله تعالى (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ)، فهل تعريف الرفث الشيء المعروف الخاص بين الزوجين أم يدخل به المعاصي والغيبة والنميمة والكذب والغش، جمهور الفقهاء يقول يقصد به العلاقة الخاصة بين الزوجين، ولكن المذهب الظاهري وبعض الصحابة قالوا إن المعصية تفطر، ودليلهم حديث رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مَن لم يَدَعْ قول الزُّور والعملَ به والجهلَ، فليس للهِ حاجةٌ أن يَدَعَ طعامه وشرابه)”.
ويقدم الدكتور سعد الدين هلالي برنامج “سماحة الدين” يوميًا من الساعة 5.45 لـ5.55 عصرًا.
مواضيع ممكن تعجبك