تستمع الآن

«سماحة الدين»| الدكتور سعد الدين هلالي يتحدث عن «رُخْصَةُ رفع المؤاخذة عن العزيمة»

الثلاثاء - ٠٤ أبريل ٢٠٢٣

تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، في حلقة، اليوم الثلاثاء، من برنامج «سماحة الدين»، على نجوم إف إم، عن «رُخْصَةُ رفع المؤاخذة عن العزيمة».

وقال الدكتور سعد الدين هلالي: “قلنا كل عزيمة ولها رخصتها، وحكم العزيمة هو الحكم الثابت أولا، وحكم الرخصة هو الذي نزل ثانيا لأسباب طوارئ أو أعذار، كل حكم له حكم ظل والبديل نطلق عليه الرخص، وتحدثنا سابق عن رخصة الإسقاط، وتنقيص العزيمة أو تخفيفها، ورخصة إبدال العزيمة، وسنتحدث اليوم عن النوع الخامس وهو (رفع المؤاخذة عن العزيمة)، أي رفع المحاسبة”.

وأضاف: “في قول الله تعالى (لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ)، لما مثلا تحلف يمين لصاحبك تعالى اتغدى عندي، أو تقول لزوجتك أو أولادك والله لأفعل كذا، هذا لغو يمين ولا تقصد به اليمين المنعقدة، وطبعا ذكر ربنا في هذه الأشياء لا يليق إلا أن توفى به ومع ذلك ربنا لن يؤاخذنا بهذا اللغو، ولكن ربنا يحاسبنا على يمين في جلسة إثبات حق مثلا أمام قاضي في محكمة وهذا يترتب عليه مصير حقوق، خلاف اليمين بين أصحابك وأهلك وزملائك”.

وتابع: “أيضا قول الله عزل وجل (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ)، هذا دعاء ربنا علمه لنا واسمه رفع المؤاخذة، كأن الإنسان يدعو الله لما العزائم التي أمرتني بها وعندي ظروف وأحوال تقتضي تأخيرها أو عدم فعلها أو وضعتها في موقف لا يليق، أقول يا رب لا تؤاخذني بها، وهذا يؤكد أن الأحكام في الدين عزائم ورخص”.

وأوضح الدكتور سعد الدين هلالي: “أيضا من ضمن رفع المؤاخذة العفو عن الأمور المسكوت عنها، وربنا يقول في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ)، يعني ربنا يقول لنا من خلال هذه الآية الكريمة لما تجد الشيء مستحدث وليس نص في القرآن ولا في السنة ارجع لضميرك، طالما مفيش نص تحريم فاعلم أن هذا الأمر مسكوت عنه وطالما هكذا فأنت وضميرك، لكن الأصل اعتبره مشروع”.

واستطرد: “عن أبي الدرداء رضي الله عنه، الرسول عليه الصلاة والسلام قال (مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ حَلَالٌ، وَمَا حَرَّمَ فَهوَ حَرَامٌ، وَمَا سَكَتَ عَنهُ فَهُوَ عَفْوٌ، فَاقبَلُوا مِنَ اللهِ عَافِيَتَه، ثم قرأ قول الله عز وجل (وَمَا كَانَ رَبُّك نَسِيَّا)، سيدنا النبي يقول لنا الحرام منصوص عليه والحلال أيضا، والمسكوت عنه مرجعه إليكم وضميركم، وهذا عفو فاقبلوا من الله عافيته”.

وأشار الدكتور سعد الدين هلالي: “عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: (خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكَلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قَالَ: ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ)، وسيدنا النبي يقول لنا لما تجدوا الأمر الشرعي نفذوه على قدر استطاعتكم، ولما تجدوا النهي الشرعي تدعوه على قدر استطاعتكم”.

ويستعرض الدكتور سعد الدين هلالي، عبر برنامج «سماحة الدين»، الرُخص الشرعية مثل: إفطار المريض والمسافر، وفدية الإطعام لمن يشق عليه الصوم، والمسح على الجوارب، وقصر الصلاة وجمعها.

ويقدم الدكتور سعد الدين هلالي برنامج “سماحة الدين” يوميًا من الساعة 5.45 لـ5.55 عصرًا.


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك