تحدثت مريم أمين عن الكاتب البرازيلي فرانسيسكو كانديتو زيفيا، مشيرة إلى أن حالته هي الأكثر إدهاشًا في تاريخ الأدب.
وأشارت مريم أمين عبر برنامج “اللغز” على “نجوم إف إم”، إلى أنه كان يمتلك عددًا كبيرًا من المؤلفات بلغت 500 كتاب في العلوم الإنسانية وباع أكثر من 50 مليون نسخة وترجمت كتبه لأكثر من 20 لغة.
وأوضحت أنه دائما ما كان ينفي صفة التأليف عن نفسه، وأنه مجرد وسيط روحي بينه وبين الشعراء والكتاب الراحلين، وهو مجرد وسيلة يتم استخدامها حتى يظل علمهم وأفكارهم موجودة لا تنتهي.
وتابعت: “رفض اكتساب أية أموال من الكتابة وكان يتبرع بهذه المكاسب المالية للجمعيات الخيرية وكان يكتفي فقط بمرتب شهري بسيط من عمله موظف في شركة صغيرة”.
وأضافت أن فرانسيسكو عندما كان طفلا توفيت والدته وكان دائمًا ما يتحدث مع والده أن والدته الراحلة تتواصل معه، حيث اعتقد الأمر أنها مجرد مشاعر لطفل فقد أمه، حتى بدأ في نقل أسرار شخصية لم يكن يعرفها أحد سوى والده ووالدته الراحلة وأسرار بينهما، حيث بدأ الأب يشك في ابنه بانه أصيب باضطراب عقلي وقرر وضعه في مصحة نفسية.
وأكدت: “أقارب الطفل منعوا خطوة الأب بوضع الطفل في مصحة نفسية، لكنه قرر بعد ذلك منعه من المدرسة واتجه بعدها فرانسيسكو للعمل في أكثر من مجال”.
وتابعت: “في يوم شعر فرانسيسكو بأن هناك شيء في رأسه غير مريح، وعندما استيقظ أحضر ورقة وقلم وبدأ في كتابة أشياء لا يعلم عنها شيء وكأن الأمر بمثابة شخص ما يمليه ما يكتبه وتكرر الأمر أكثر من مرة حتى وجد نفسه يكتب عشرات القصائد ونشرها في كتاب عام 1932”.
وأضافت مريم أمين: “بعد نجاح الكتاب قال فرانسيسكو إن القصائد ليست من تأليفه لكنها عبارة عن مجموعة أشعار كانت سببًا فيها الأرواح”، فيما لاقى الكتاب نجاحا كبيرا وسط ضجة كبيرة بالبرازيل وانقسامات بشأنه.
وأكدت أن فرانسيسكو كان بعيدا عن هذه المناقشات والانقسامات وكان ينشر كتبا خاصة به وكان يوضح أن روح الكاتب هي من تملي عليه ما يكتب، مشيرة إلى أن بعض الكتب لاقت نجاحا كبيرا ومنها من تحول إلى أفلام.
ونوهت بأن فرانسيسكو أصبح ضمن قوائم الكتاب الأكثر مبيعًا وكان ضيفا دائما بالتليفزيونات والصحف وامتلك شعبية كبيرة ومهولة، حيث إنه في عام 1981 وقع 2 مليون برازيلي على عريضة يطالبوا فيها بترشيحه بجائزة نوبل للسلام، وفي عام 2002 وفي استفتاء على شخصية القرن بالبرازيل كانت نسبة التصويت له 40%.
وأكدت مريم أمين أن فرانسيسكو رحل عام 2002 بعدما عاش 92 عامًا، لكن ظلت قصته حتى الآن في عالم الغموض ولم يستطع أحد تفسير ما يحدث.
مواضيع ممكن تعجبك