أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تسابق الزمن لإدخال مشروعات استصلاح الأراضي في مناطق الدلتا الجديدة وتوشكى ووسط سيناء، والتي تقدر بـ 5.3 مليون فدان إلى الخدمة؛ وهو ما يساوي حوالي ثلث مساحة الأراضي الزراعية القديمة الموجودة في مصر ما يسهم في “التنمية الزراعية”، موضحًا أن هذا الأمر استلزم بذل جهد ووقت وتكلفة كبيرة.
وأضاف الرئيس السيسي في كلمته تعقيبًا على كلمة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، خلال افتتاح مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية في العين السخنة.. نتحدث عن مشروع ضخم يتطلب استثمارات كبيرة، فضلا عن احتياجاته لكميات وفيرة من المياه والأسمدة، بخلاف تجهيزه كمشروع”.
وتابع الرئيس: “هذه المشروعات نوفر لها المياه من خلال معالجة مياه الصرف الزراعي بواسطة محطات عملاقة، جرى إنشاؤها باستثمارات كبيرة جدا، بالإضافة إلى محطات رفع، وهذا يحتاج لأموال طائلة”، مبينا: “عندما افتتحنا مجمع الأسمدة في مايو الماضي، تساءل البعض لماذا نقوم بتصدير الفوسفات الخام، والآن مع افتتاحات اليوم أصبحنا نصّنع الأسمدة الأزوتية، ولكن الأمر كان يحتاج أولا إلى توفير الغاز الطبيعي اللازم لتصنيع الأسمدة الأزوتية، وهو ما قمنا به بالفعل”.
وأكد الرئيس السيسي أن أفضل استخدام للغاز الطبيعي ليس بيعه كوقود وإنما إدخاله في صناعات أخرى لتعظيم القيمة المضافة، مشيرا إلى أن الاهتمام بالصناعة يتطلب توفير نحو 800 مليون دولار لإنشاء مصانع أخرى؛ لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير، وهو الأمر الذي يأخذ وقتا طويلا، وكان لدينا في الماضي أولويات؛ حيث إن تشغيل المصانع يتطلب أولا توفير الطاقة الكهربائية والغاز.
ودعا الرئيس أجهزة الدولة إلى تنظيم رحلات لشباب الجامعات والمدارس؛ ليشاهدوا على أرض الواقع ما تم تحقيقه من مشروعات بأيدي إخوانهم، على كامل مساحة مصر؛ لكي يروا ويتأكدوا بأنفسهم مما تحقق من إنجازات، وحتى لا يعبث أحد بعقول شبابنا.
وأشار الرئيس إلى أن جامعة أسوان – على سبيل المثال – قامت بتنظيم رحلة لطلابها إلى منطقة توشكى جنوب غرب مصر، ورأوا ما تم إنجازه بالفعل.. وتفاجؤوا بتلك المشروعات، بعد أن رأوها حقيقة على أرض الواقع.
وطالب الرئيس وسائل الإعلام بتسليط الضوء على مشروعات التنمية الجديدة، وبالأخص مشروعات الزراعة بالدلتا وسيناء وتوشكى؛ ليشاهد شبابنا ما تحقق من إنجازات من خلال الإعلام والزيارات التي تنظمها الحكومة؛ ليتفاعل الشباب مع ما يتم على أرض الواقع.
وتساءل الرئيس السيسي: هل كان لدى مصر خلال الثلاثين أو الأربعين عاما الماضية برنامجا لإضافة 3.5 مليون فدان للرقعة الزراعية؟، مؤكدا: “إننا لا نقول ذلك للنيل من أحد أو للتفاخر بما تحقق وإنما لتسجيل ما يتم بالفعل على أرض الواقع”.
وقال الرئيس السيسي “التوسع الأفقي الذي نقوم به يتطلب الاطمئنان على المياه المستخدمة في ري الأراضي الزراعية الجديدة”، مضيفًا: “الحديث عن التنمية الصناعية عنوان صغير لكنه تحقيقه يستلزم وقتا وجهدا وتكلفة كبيرة”.
وتابع الرئيس “افتتاح مجمع الأسمدة الأزوتية استغرق تنفيذه 3 سنوات، وكان لا بد أن يسبقه توفير مصدر الطاقة اللازم للتصنيع؛ وهو الغاز الطبيعي”.
وأضاف الرئيس السيسي أنه “يتم التعامل مع أفضل شركات الصناعة في العالم في هذا المجال، وكان إنجاز هذه المصانع في أسرع وقت ممكن جزءا من التفاوض معهم”.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن البعض يتساءل: “لماذا لا يوجد اهتمام بالصناعة؟”، لافتا إلى أن الاهتمام بالصناعة والتحرك في هذا القطاع سيأخذ وقتًا وجهدًا وتكلفة كبيرة”.
وأوضح: “مشروع مثل مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية، تصل التكلفة التقديرية له دون تكلفة الأرض والمرافق نحو 800 مليون دولار”، لافتا إلى أنه للوصول إلى إنشاء مصانع تحقق الاكتفاء ويتبقى جزء للتصدير، مسألة تستغرق وقتًا.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكومة ووزارتي الداخلية والدفاع بتنظيم رحلات لطلبة المدارس والجامعات لزيارة المشروعات القومية الجديدة ليتعرف الشباب على حجم الإنجاز على الأرض وتفاصيل تلك المشروعات، كما كلّف الرئيس السيسي القوات المسلحة بضرورة توفير وسائل النقل اللازمة للطلاب لمواقع المشروعات البعيدة.
وأكد أهمية دور وسائل الإعلام في تسليط الضوء على المشروعات التي تقوم بها الدولة.
ودعا الرئيس السيسي إلى ضرورة إطلاع المواطنين على حجم ما تم بذله من جهود في تنفيذ هذه المشروعات من خلال تغطية إعلامية وزيارات ميدانية.
ولفت إلى أن محطات معالجة المياه التي تم تدشينها تهدف إلى توفير المياه لري مشروعات الدلتا الجديدة ووسط سيناء والاستفادة من تجميع مياه الصرف الزراعي التي كانت تلقى في بحيرتي المنزلة والتمساح، موضحا أنه تم إنشاء محطتي بحر البقر والمحسمة لإيصال 6.5 مليون متر مكعب في اليوم من المياه المعالجة لداخل سيناء عبر صحارات تمر أسفل قناة السويس.
ونوه الرئيس السيسي بضرورة استخدام طرق الري والزراعة الحديثة في تلك المشروعات، مؤكدا أهمية مراعاة البعدين الاقتصادي والبيئي في استخدام الأسمدة؛ لأن استخدام الأسمدة بالكميات وبالأصناف المناسبة للزراعة سيوفر اقتصاديا وبيئيا في المشروعات الزراعية.
وأوضح الرئيس أنه تم إنشاء 30 محطة لرفع المياه لخدمة مشروع الدلتا الجديدة؛ منها 15 محطة في الشمال، و15 أخرى في الجنوب من خلال عمل هندسي كبير من حيث الإنشاءات الهيدروليكية وطلمبات رفع المياه عكس اتجاه الانحدار الطبيعي؛ حيث يتم تجميع تلك المياه وعمل معالجة لها، مشيرا إلى أن تلك المياه أصبحت تعالج “معالجة ثلاثية”.
ولفت الرئيس إلى أن طاقة كل وحدة هندسية لرفع المياه في كل محطة تبلغ 7.5 مليون متر مكعب يوميا، وهي محطات عملاقة جدا ومزودة ببنية أساسية ضخمة لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيلها، موضحا أن التكلفة التقديرية لإقامة محطات الكهرباء لتشغيل محطات رفع المياه تبلغ نحو 150 مليار جنيه، مؤكدا أهمية التغطية الإعلامية لإبراز حجم الجهود الكبيرة التي تقوم بها على الأرض من أجل تقليل الفجوة الغذائية.
وقال الرئيس السيسي، إن التوسع في الرقعة الزراعية في مصر بإضافة 3.5 مليون فدان يتم ريها باستخدام مياه الصرف الزراعي المعالجة بطريقة ثلاثية وبتكلفة كبيرة، يأتي لمواجهة النمو السكاني المرتفع، مشيرا أن النمو السكاني في مصر تراوح خلال السنوات العشر الأخيرة ما بين 20 إلى 25 مليون نسمة.
مواضيع ممكن تعجبك