تستمع الآن

الباحث علاء عزمي لـ«لدي أقوال أخرى»: كتابة المسلسلات التاريخية تحتاج من المؤلف وعي شديد واطلاع واسع

الأربعاء - ٢١ ديسمبر ٢٠٢٢

استضاف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في حلقة، يوم الأربعاء، من «لدي أقوال أخرى» على «نجوم إف.إم»، الكاتب والباحث علاء عزمي للحديث عن الدراما التاريخية في الفن المصري والعربي.

وقال الباحث علاء عزمي عن الدراما التليفزيونية التاريخية: «المسلسلات التاريخية مع وجود المنصات فخ كبير للصانع والمتلقي، لأن الصانع لديه عدد ساعات ضخم فيقدر يعمل فيه ما يريد ويضع قيم أو يضخم أحداثا أو يتجاهل أخرى، والمتلقي أيضا حتى لو لديه موقف نقدي أو معارض ممكن بحكم العادة والمشاهدة يستمر النقد، والمسلسلات التاريخية محتاجة شوية ضوابط خصوصا على السيناريست».

وأضاف: «المؤلف لازم يكون لديه ميزتين، وعي شديد واطلاع واسع، وأيضا باقي عناصر العمل يجب أن يكونوا على نفس النسق مثل المخرج وشركة إنتاج مؤمنة بالمنتج المقدم وتصرف وتسوق له بشكل جيد، وبالتالي لدينا أعمالا تاريخية على مستوى الدراما مثل الأعمال الوطنية من رأفت الهجان وجمعة الشوان، وأعمال تاريخية من أول (محمد يا رسول الله)، وعمرو بن العاص، وهارون الرشيد والطارق».

وتابع: «وقت كتابة الأعمال السالف ذكرها كان لدينا كتاب كبار مثل الشاعر عبدالسلام أمين وعمل لمدة 15 سنة فوازير رمضان لشريهان ونيللي، وأيضا قدم أعمالا تاريخية دينية، فهي فترة ثراء على مستوى الكتابة والأعمال الفنية والموضوعات الجريئة، ولكن أيضا كان فيه مشكلات على مستوى الديكور والملابس وكانوا يميلون للألوان والبهرجة، وهي أعمال كان بها بحث من الكاتب كبير جدا، ولكن على مستوى التنفيذ كان فيه مشاكل من محاكاة التاريخ على مستوى الأسلحة الملابس».

وأردف: «في الدراما التاريخية الدينية كانوا يتعاملون مع الشخصيات وكأنهم لا يخطئون وهذا أمر غير واقعي، وحتى في أعمال مثلا السير الذاتية يقدمون الشخصيات الملائكية والمثالية دائما، وهذا نابع من جزء عاطفي داخل الشخصية المصرية بضرورة ذكر فقط محاسن مواتنا، وأيضا ليس لدينا الثقافة النقدية من ناحية قراءة التاريخ، وليس لدينا أفلاما حقيقية مثلا عن النضال التاريخي المصري ضد الاحتلال الإنجليزي الذي ظل في بلدنا لمدة 70 سنة، أو أعمال توثق حرب أكتوبر».

مهنة «الباحث التاريخي»

وتحدث الباحث علاء عزمي عن مهنة «الباحث التاريخي»، قائلا: «فيه مرحلتين لإنتاج المحتوى الذي يقودني لتقديم مسلسل تاريخي، رقم واحد بحث تاريخي واجتماعي وبصري للمرحلة والحدث والشخصيات التي أتناولها وكأني بعمل بحث أكاديمي، ثم نحول البحث من قوالب ومعلومات لمنتح ينفع يحول لدراما، المؤلف هو من كان يقوم بالبحث سابقا لوحده فكان ينتهي الأمر بالنقل عن رواية أو كتاب فالموضوع كان صعبا، وأحيانا كان يعطل لأنه لديه معلومات معقدة وفيها تفاصيل ومش قادر يحولها لشكل درامي، ثم بدأ الاتجاه للاستعانة بشخص أكاديمي ولكن لم يكن لديه حرفة تحويلها لدراما، ولذلك في الأفلام الأمريكي لديهم مهنة (الباحث التاريخي) وهو الشخص الوسيط ما بين البحث العلمي ومتطلبات الدراما والقادر على تحويل الوثائق لمحتوى يقدر صانع العمل من مؤلف ومخرج وديكور ومكياج يحولهم لصورة بصرية، وهذا الشخص لازم يكون لديه لغات ووعي وقراءة شديدة واطلاع واسع، ولازم صناع المحتوى يكون لديهم إيمان بهذه الوظيفة، والمرحلة المقبلة ستكون مرحلة (الباحث التاريخي)، لأن الدراما المصرية مؤخرا موضوعاتها أصبحت محبوسة في قضايا الكومباوند، ولذلك الصناع يريدون الخروج وتقديم أعمالا تاريخية».

وعن ما يشجع المنتج للدخول بقوة لإنتاج أعمالا تاريخية، أشار: «المنصات أصبحت نافذة للتسويق والحصول على عوائد كبيرة، وفيه مواسم جديد بعيدا عن رمضان الآن، فكلها أمور أفادت المنتج، والأعمال الضخمة لا غنى عن تدخلات الدولة فهي لديها الإمكانيات والكوادر وتقديم منتج تستهدف منه تعظيم الشعور الجمعي وتقديم مردود إيجابي، ولو استغلينا إعادة زخم الأعمال التاريخية السابقة، فالمنتج يقدر يكسب من المنصات وأيضا فكرة إنتاج الـ10 حلقات جعلت فيه رواج، والمتلقي مستعد يسمع ومحدد عصره لم يعد فيها قراءة فممكن أستغل أنه يريد أن يرى، والسوشيال ميديا أيضا أصبحت مؤثرة وتجلب مردود مالي تعين الفنان».


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك