استضاف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى في حلقة، اليوم الأربعاء، من «لدي أقوال أخرى» على «نجوم إف.إم»، الكاتب والباحث علاء عزمي للحديث عن الدراما التاريخية في الفن المصري والعربي.
وقال الباحث علاء عزمي، إن العمل الفني التاريخي يتحدث عن مرحلة عبرناها ولو بفترة زمنية قصيرة وعن حدث أو شخصية رحلت عن عالمنا أو ما زالت موجودة لكن عن حدث مر علينا وعلى هذه الشخصية، ويمكن مزج الخيال بالواقع التاريخي وهذا يتفوق فيه الغرب عننا.
وتابع أنه يجب أن يكون صانع العمل لديه من الحرفية أن يوضح أن المحتوى مستوحى من أحداث تاريخية ولكنه ليس التاريخ ذات نفسه، مثل الخطأ في تعامل البعض مع فيلم «الناصر صلاح الدين» الذي اعتمد على التاريخ في سيناريو ليس تاريخي بأكمله، لأن الفيلم إذا كان تاريخيا بشكل تام سيكون فيلم وثائقي، فالعمل الفني ليس مُلزمًا بالتاريخ بشكل تام لكنه يبني عليه ضمن الإطار الدرامي.
وأكد «عزمي» أنه إذا حمل العمل رسالة سياسية يكون الأمر حاملًا وجهة نظر صناعه وإلى من يوجّه، على عكس الأعمال الفنية التي تكون متكاملة إلى حد كبير وبها جماليات الصناعة.
وأضاف أن فيلمي «ناصر 56» و«أيام السادات» أفلام فيها «صنعة» على عكس فيلم «مصطفى كامل» مثلا الذي يحمل قدرًا من التمجيد وكأن العمل أقرب لقراءة جريدة، مشيرًا إلى أن «ناصر 56» و«أيام السادات» بهما قدر من الحرفية لكنهما مختلفين على مستوى السرد، فـ«أيام السادات» بدأ بشكل رأسي بدءًا من كونه رئيسا رجوعًا لبداياته، و«ناصر 56» بشكل عرضي على واقعة بعينها وهي تأميم قناة السويس.
وأوضح الباحث علاء عزمي أن فيلم «الناصر صلاح الدين» يكاد يكون الفيلم الأضخم في الفن المصري والعربي بهذه الإمكانيات عام 1963، وحتى الآن لم نر فيلم عربي أو مصري على مستوى الإنتاج وحتى على مستوى التمثيل والأسماء المشاركة في العمل، لكن العمل كله رؤية فنية ولا يحمل أي التزام بالتاريخ، فلا وجود في التاريخ لشخصية عيسى العوام التي تعد شخصية أساسية في العمل، لكن العمل أصبح وثيقة فنية لتلك الحقبة التاريخية، لكنه ليس وثيقة تاريخية، لأنه لم يعتمد على ثوابت تاريخية، كما أنه حمل توجه سياسي واضح، لكنه مرر أفكار وملامح مرحلة المقاومة العربية والإسلامية للغزاة ممثلة في الحروب الصليبية.
مواضيع ممكن تعجبك
