تطرقت آية عبدالعاطي، في حلقة يوم الأربعاء، من برنامج «لولا أن» على نجوم إف إم، للحديث عن موقف كان يمكن أن يحول مسار الكاتب الكبير أنيس منصور من عالم الصحافة والكتابة إلى احتراف الغناء.
وتقدم المذيعة آية عبدالعاطي، برنامج «لولا أن»، الذي يتناول تفاصيل ومواقف كانت سببا في تغيير مسار أحداث ومصائر أشخاص لولا التفاصيل الصغيرة لكانت التفاصيل تغيرت تماما على المستوى الفني والتاريخي والاجتماعي، ويذاع من الساعة 5:45 إلى 5:50.
وقالت آية: «فيه هوايات وأحلام غالبا تكون في خلفية أحداث حياتنا، مثل أن تكون مهندسا وتحلم بأن تصبح لاعب كرة قدم وهذا يتخطى أحلامك لتطبقه على أرض الواقع، وهنا يأتي السؤال المهم هل أنت موهوب أم موهوم؟».
وأضافت: «من يحكم في هذه المسألة فهذا موضوع كبير اختلف فيه الفقهاء، فأنت لو تريد أن تغني في زمن فيه الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب بالتأكيد ستطلب منه أن يسمع صوتك، وهذا ما فعله الكاتب الكبير أنيس منصور، وهو كان صديقا لعباس العقاد وعلى الظهر يجلس مع طه حسين، وفي طريقه لأم كلثوم كان يكلم يوسف وهبي، وفي العشاء يجلس مع عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، وهو كان كاتبا وصحفيا وسنه 26 سنة ولسه بيبدأ حياته، ولكن عشرة الفنانين جعلته يشعر أن لديه أكثر من الكتابة بل شعر أن صوته حلو ويقدر يغني، وبالفعل تحدث مع صديقه عبدالحليم حافظ والذي اقترح عليه بأن يذهبان لكي يُسمع صوته لعبدالوهاب».
وتابعت: «وبالفعل حدث وذهبوا لعبدالوهاب ومعهم مأمون الشناوي وكمال الطويل، وشعر أن موهبته كمطرب ستلمع في سماء الفن، ودخل على عبدالوهاب ليشم رائحة فطير وجبنة قريش ويجد الست الفلاحة التي تبيع الفطير تغني وعبدالوهاب يستمع لها بمنتهى التركيز بل يلحن على العود، وكان مقررا أنيس منصور إنه لو عبدالوهاب قال له صوتك حلو سيترك الصحافة والكتابة ويتفرغ للغناء، ولكنه وجد أن الست اللي بتغني كان صوتها مش حلو، ومع ذلك عبدالوهاب كان يشيد بها، وسأل عبدالحليم كيف هذا وكان رده إنه يجاملها ويطيب خاطرها، وهنا شعر أنيس منصور إنها إشارة بعدم الركض خلف هذا الحلم وأخذ بعضه ومشي، وحتى بعد سنوات عبدالوهاب قالها صراحة أنا لم أسمع صوت أنيس منصور ولو كان صوته حلو ستكون خسارة للطرب ولكنها مكسب للأدب أصل يعني عندنا كام أنيس منصور».
وأردفت: «وهنا نكتشف إن فيه إجابة ثالثة غير إنك تكون موهوب أو موهوم، إنك شخص تحب الكلام وتعشق تكوين الجمل ويغني على الورق وكلامه كله متلحن ونسج مذهل في جماله، أنيس منصور حكاية استثنائية عن إزاي تكون استثنائي، إزاي تعرف تحكي الحكايات بالطريقة بالألف واللام، كأنك عرفت السر، الذي يجعل الحكايات تتسمع وتقرأ من أولها لأخرها وتجعل من قرأ يشعر بالانبساط وأخذت نفسه معاك في كل كلمة، وهنا تقدر تقول إن لولا الست اللي كانت تغني أمام عبدالوهاب صوتها مش حلو كان ممكن يقعد أنيس منصور ويغني ويعجب عبدالوهاب ويكمل مشواره في عالم الغناء ولا نعرف سينجح أم لا، وكنا سنخسر عامود مواقف وكتب كثيرة من مؤلفاته وأمتع كتب في أدب الرحلات».
مواضيع ممكن تعجبك