تستمع الآن

الدكتورة آمنة نصير لـ«بصراحة»: الاختلاف هو سر استمرار البشرية إلى يوم القيامة

الأحد - ٠١ نوفمبر ٢٠٢٠

حلت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ضيفة على الإعلامي يوسف الحسيني، يوم الأحد، على نجوم إف إم، عبر برنامج “بصراحة” للحديث عن الأزمة الدائرة حاليا في فرنسا على خلفية موجة الغضب بسبب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد.

وقالت الدكتورة آمنة نصير: “أنا لا أعفي أنفسنا ولا أعفيهم من التربص بنا، وأقول شهادة بحتة بعيدة عن العاطفة وما يثار أول ما جاء الإسلام حدث حالة من الإنزعاج إن فيه دين جديد جاء وهذا ثقافة البشر والقادم يرفضه السابق وهذه فطرة بشرية في الإنسانية، ومن هذه الفطرة الإسلام قوبل بالعداء والذي أفرز الكثير من الحروب والآراء والفكر وهي جزء من طبيعة اللقاء بالإسلام من المختلفين معهم من الفرس أو الروم أو اليهود وكان فيه مقابلة غير مرغوب فيها”.

وأضافت: “استمر هذا الإفراز للعصور الوسطى، وقامت الحروب مثل الحروب الصليبية ونحن نضعها في حجمها الاستعماري ولما جاءوا طمعا في خيرات الشرق، حتى الأطفال أغروهم يأتو افي هذه الجيوش.. ولو نقول الفتاوى التي قيلت لو نشرت الآن لكانت كوارث وأفرزت هذه الفتاوى كل الكراهية والبغض في الاختلاف والمقت للإسلام والمسلمين ونبي الإسلام وبقيت كامنة داخل السجلات وأروقة الورق وأنا كأستاذ عقيدة اطلعت على بعض منها، ولا أدري من بعثها في هذه المرحلة، والعلاقات بين الشرق والغرب تحسنت في الخمسين سنة الأخيرة وحزينة أن هذا التحسن وضع عليه ظلام من قبل تصرفات رعناء من بعض الأطراف”.

الاختلاف إرادة إلهية

وتابعت: “مهم تثبيت السلام بيننا والمحبة بيننا، من حوالي سنة عملوا استطلاع طلعوا 10 أشخاص وصنفوا من ضمن الأشخاص الذين أحسنوا لأخيه الإنسان وكنت أنا من ضمنهم، وكنت أتمنى يكون مليون يواصلوا هذه الروح بين الإنسان وأخيه الإنسان، وربنا خلقنا مختلفين بإرادته وكان قادرا يخلقنا جميعا دين واحد ولون واحد”.

وأردفت: “الاختلاف إرادة إلهية، ونختلف في الدين والثقافة والفكر والعادات والتقاليد وإنما لا نختلف عليه إخوتي الآدمية لأننا ننتمي لأبونا آدم وأمنا حواء، ولماذا لا نترك اختلاف الأديان لصاحب الدين، ولم تخلو البشرية من النبوة والأنبياء، وهو اختيار إلهي ولو شاء رب العالمين لخلقنا دين واحد وجعلنا ثقافة واحدة أو قيم واحدة، ولو كنا كلنا هكذا لكنا تأكلنا ودبلت والاختلاف سر قوتنا وتنوعنا وراء استمرارية البني آدم ليوم القيامة ولهذا كانت الحكمة الإلهية حتى يثري بعضنا البعض، الاختلاف هو سر استمرار البشرية ليوم القيامة، إذن هي إرادة إلهية وبالتالي لا نضار ولا نتعب ولا نشعر باستفزاز لما نجد شخص غير ديني أو على غير ثقافتي، هذا هو أقرب الطرق لتقريب البشر لبعضهم البعض وأن نتأدب، ونحترم أديان بعضنا البعض، ولا نذم عقائد البعض، وفيه حرية رأي تكون مؤدبة، وما يحدث الآن بشأن التعدي على نبينا محمد صل الله عليه وسلم، سوء أدب”.

التربص بالنبي محمد

وعن إصرار الغرب بالتربص بالنبي محمد، قالت: “لأنهم مش قادرين يتقنعوا بما هم يدعون، لكم دينكنم ولي ديني، وهذا الفارق بيني وبينه وأنا إسلامي يحتم علي أن أؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين ولا أقدر أتطاول على سيدنا موسى أو أي نبي من الأنبياء السابقين وهذا جزء من كمال عقيدتي، لماذا لا يتعلموا هذا الخلق وهو بسيط جدا، ولم يتكلم أحد عن عظمة سيدنا المسيح مثل الإسلام ومنح هو وأمه كل العزة والكرامة، ولماذا لا نحترم هذا وربنا قال لا نفرق بين أحدا من رسله، وعليهم احترام نبي ورسولي وعاملني بالمثل مثلما أتعامل مع المسيح عليه السلام، ولا بد من الغرب أن يتعلم احترام مشاعرنا حتى وأن وجد منا السفهاء ولا أنفي وجودهم، لكن السفهاء قدوة لإسلامي ولا لأمة المسلمين، وما حدث نوع من السفه السلوكي”.

واستطرد: “لي بنت في أوروبا منزعجة جدا مما حدث وقالت لي الناس أصبحوا ينظرون لنا بشكل فيه غل، وربنا خلقنا على الأرض لكي نعمرها في مشرقه ومغربه، والفترة بعد حروب العصور الوسطى تحسنا كثيرا فلماذا هذه الردة غير الأخلاقية ولكنا جيران على هذه الأرض شئنا أم أبينا، ولك مجتمع فيه السفيه والعاقل والجيد وغير الجيد، ولا تحاسبني على السفيه كما لا أحاسبك على السفيه اللي عندك، وأتمنى يكون فيه دعوة من كل المؤسسات الدينية وبصدق مع النفس ونضع الخطوط القانونية والعقيدية والأخلاقية والإنسانية وننتهي إلى وثيقة الكل يحترم الكل، وأطالب المشرق والمغرب العربي بؤسساتها الأكاديمية والدينية لعمل اجتماع لوضع وثيقة وتشمل حقوق وتوثق في المؤسسات الدولية وتطبق في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان على كوكب الأرض، ومن يكسر الوثيقة يحاسب حسابا عسيرا”.

قانون دولي

وشددت: “يجب استثمار هذه الغضبة، بحيث من يقترب من عقيدتنا يكون لها عقاب قانون دولي زي ما غيرنا عمل، لكننا نغضب غضب شفوي ثم ينتهي الأمر، أود الغضب أن يأخذ الشكل القوي الجامع المانع الذي يوثق توثيق دولي ويخرس أي لسان يتطاول على شريعتنا ونبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ولذلك ألح وأطالب يكون هناك وقفة حازمة حاسمة لقانون تتولاها محكمة العدل الدولية لتصويب أي عقاب أي مؤسسة تؤذي الإسلام ونبي الإسلام”.


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك