تستمع الآن

مؤلف «موسوعة تراث مصري»: كتابي يرصد وقائع مهمة في تاريخ مصر من خلال روايات مختلفة

الأربعاء - ٠٥ أغسطس ٢٠٢٠

استضاف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، الباحث أيمن عثمان صاحب موسوعة «تراث مصري» في حلقة اليوم من «لدي أقوال أخرى» على «نجوم إف.إم».

وأوضح الباحث التاريخي أيمن عثمان أن التراث في اعتقاده هو أشمل من التاريخ لأنه له علاقة أكثر بالشارع منه بالحدث نفسه، والشارع أكثر تدوينًا بدوره من الأحداث.

جدران المعابد

وأضاف أن التدوين على جدران المعابد والمسلات كانت هي الروايات الرسمية بالنسبة للمصري القديم، لكن رجل الشارع العادي كان لديه ما يسمى بـ«ستوريكا» وهي قطعة فخار يدون فيها رواياته الخاصة عن حياته اليومية وتراثه وعاداته وتقاليده.

وعن موسوعته «تراث مصري»، قال عثمان إنه في الغالب كانت الصحافة هي مصدر توثيق الأحداث في الموسوعة من خلال روايات مختلفة بين الأخبار المنشورة عن الحدث ثم روايات شخصيات الأحداث بعد فترات متباعدة من الحدث.

وتطرق «عثمان» إلى كتيبة الإعدام التي يفرد لها فصلًا في موسوعته وهو التنظيم السري لثورة 1919، وكانت الثورة متأثرة بالثورات الهندية ضد المحتل الإنجليزي، حيث كان الطلبة المصريين في لندن يحتكون بالنشطاء الهنود الذي انتفضوا ضد الاحتلال في بلادهم، وعندما عاد هؤلاء الطلبة إلى مصر شكلوا جمعيات سرية ومن بينهم محمد فريد، الذي أسس الحزب الوطني والذي خرج منه معظم رفقاء سعد زغلول في الثورة.

وأكد الباحث أيمن عثمان أن المصريين لم يكونوا يعرفوا قبل هذا الوقت الاغتيالات، حيث كانت عقوبة الخيانة هي نبذ المجتمع للشخص الخائن، لكن هؤلاء الطلبة النشطاء شكلوا جمعيات سرية شرعت في اغتيال الجنود الإنجليز وقيادات الاحتلال، وهو ما رأيناه في الأعمال السينمائية من استدراج الجنود في الحانات وخلافه، لكن الأمر توسع إلى استهداف شخصيات مصرية منها محاولة اغتيال محمد سعيد رئيس وزراء مصر في وقت ثورة 1919.

اقرأ الحادثة

وعن قصة المقولة الشهيرة لبائعي الجرائد “اقرأ الحادثة، قال: “اقرأ الحادثة لها (نوستالجيا) أو حنين للماضي بالنسبة لي، وفي هذه الفترة بدأ تظهر برامج خلف القضبان ولها نسبة مشاهدة عالية، وبدأت أخذ بالي من ذكر الحوادث في الجريدة وتنقلها، كانت تبدأ في الصفحة الأخيرة ثم في العشرينيات بدأت ترتحل وتدخل في قلب الجريدة ولها نصف صفحة ويحصل لها تنويه في (المانشيت)، وأثناء ثورة 19 بكل زخمها كان فيه كلام عن ضحايا “ريا وسكينة” وباللغة الإنسانية هي جريمة، ولما الجريمة بدأت تحتل عدد كبير من الصفحات، وفي “بريد الجمعة” بالأهرام وهي قصص إنسانية كانت للكاتب الكبير بهاء مطاوع كان ينافسها صفحات الجريمة، وبدأنا ندخل في حواديت السفاحين وأصبح لدينا (خُط الصعيد) وكان اسمه محمد منصور ختم الدولة وكان يختزل اسمه حتى تم تحريفه للخُط، والذي كان يقتل من أجل القتل، وبدأ بعده يظهر أكثر من خُط”.

وأردف: “أتخيل إن ارتباط المصري بالحادثة هي فكرة أنا أحسن من غيري أو اللي يشوف بلاوي الناس”.

الأرصدة الإسترلينية

واستطرد: “قبل 1916 كان إصدار البنكنوت لازم يكون لديك احتياطي من الذهب في البنك المركزي، وإنجلترا لعبت في القانون وقالت تصدر بنكنوت بقيمة ما تمتلك من سندات إنجليزية، وبالتالي أنت لا تحتاج ذهبا، والفخ وقعنا فيه كبلد محتل وإنجلترا قالت سأخذ الذهب وأعطيك سندات تصدر بها بنكنوت خاص بك، حتى 47 إجمالي ما استولت إنجلترا من البنك الأهلي كانت 430 مليون جنيه إسترليني، ومصر قعدت مع الإنجليز وقالوا محتاجين 4 ملايين جنيه إسترليني لكي تمشي مصر أمورها وإنجلترا توافق ولكن طبقا حصولها على خدمات، سنة 48 الكوليرا تضرب مصر وتحصل عجز في السيولة ولدينا آلاف المتوفيين، واضطررنا نستلف من أمريكا، ونصل لحد سنة 55 ويحدث جلاء الإنجليز، ويريدون جعل علاقة الصداقة قائمة ويعترف إنه مديون لمصر بالفعل ولكن برقم غير حقيقي، ويقابل عبدالمنعم القيسوني وكان وزير مالية وقتها ويحصل بالفعل على مبلغ، ولكن يحدث العدوان الثلاثي على مصر، ويحدث عقوبات على مصر، وفي الحقيقة الأمر أنه تم السطو على مصر، وهذه حقيقة عن مصر كانت مداينة إنجلترا”.

مستشفى الدمرداش

وأوضح: “الدمرداش باشا وهو حصل على الباشاوية، وكان رجل أعمال اسمه الشيخ عبدالرحيم الدمرداش وكان رجلا عصاميا وفكر في يوم من الأيام إن ربنا منحني الكثير ومحتاج أعطي للمجتمع، وأرسل لرئيس الوزراء فكرته بعمل مستشفى لعلاج المصريين ومش مهم جنسيته إيه ومش بالضروري يكون يكون مسلم أو حتى مصري ونتكلم في سنة 27، ومصر كانت عامرة بالأجانب، وفعلا يتبرع بالأرض وقيمة البناء ولما وجد إن فيه تأخير وكان في أواخر أيامه ويقرر يتبرع ثانية، ووضع وقف في البنك 60 ألف جنيه وهو رقم ضخم وقتها، وما فعله وقدمه موجودا حتى الآن”.


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك