ألقت آية عبدالعاطي، يوم الأحد، عبر برنامج “شغل كايرو”، على نجوم إف إم، الضوء على اختراع الشفرة سواء خلال الحروب أو خطابات معينة أو حتى اللغة بين التجار وكلام لا يفهمه إلا العاملين في هذه الصناعة.
وقالت آية: “ولو سألت نفسم امتى تكون محتاج شفرة للكلام؟.. هو الوقت الذي ليس لديك رفاهية بخروج السر عن محيطك، ومفيش أصعب من تحدي الحروب، ولكثرة الحروب ظهرت الحاجة لسرية نقل الرسائل أدت لاختراع الحبر السري، وهو مادة ليس لها لون ولا رائحة ومصنعة بشكل كيميائي ويتم قرائتها بمعالجتها من مادة أخرى، وأول أشكال الحبر السري اخترعه عالم بيزانطي”.
وأضافت: “أثناء حرب أكتوبر 73 تم استخدام الشفرة وهي محلية الصنع وصناعة مصرية خالصة ولا يعرفها غيرنا، وخلال الإعداد للحرب والرئيس السادات كان يبحث عن طريقة لإيقاف فك الشفرات من الجانب الإسرائيلي، وما بين الجنود كان بينهم المجند النوبي أحمد إدريس اقترح على القادة فكرة وقالها بمنتهى التلقائية، وقال سنتكلم ونرسل الشفرات باللغة النوبية لأننا ببساطة هي لغة تسمع ولا تقرأ ونقدر نقول ما نريده ولن يفهمه أحد أنها لغة ليس لها قاموس ويتحدث بها أهل النوبة فقط، وطلب الرئيس السادات مقابلة أحمد إدريس على الفور لكي يشدد عليه بعدم إخراج هذه الفكرة عنهما وإن عرفه أحد وحتى من أقرب دائرة له سينال أقصى عقوبة ممكنة، ولكن كان المعضلة هو أنه يجب إحضار جنود آخرين يتحدثون باللغة النوبية وخصوصا اللغة النوبية القديمة وبالفعل تم اختيار الجنود، وتنجح الفكرة بضراوة وتم الاستعانة بحوالي 70 مجندا من أصحاب اللغة النوبية وأصبحت الشفرة معتمدة واستخدامها بين القيادات وشكلت عوامل كثيرة لقيادة مصر لتحقيق نصر أكتوبر المجيد”.
وكانت كلمة “أوشريا” هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر، ومعناها العربي “اضرب”، وجملة “ساع آوي” تعني “الساعة الثانية”.
وأردفت: “في كل شغلانة لها مفرداتها يعرفها أهل الكار أو الصنعة والغرض منها هو الخوف على أسرار عملك فتوجد حيلة للتواصل مع من حولك وتحميك من أن السر يعرف، الحكاية بدأت من التجار اليهود اللي كان لهم لغة خاصة وهم كانوا مجتمع منغلق جدا في مصر، لدرجة أن لهم حارة خاصة بهم مشهورة حتى الآن، وخصوصا تجارتهم في الذهب، ونتذكر كلمة (يافت) وهي معناها أن هذا النوع جيد”.
واستطردت: “نتحدث عن عام 1923 وكلامنا عن حقبة زمنية قبل بدء الإذاعات الرسمية، وهي محطات الإذاعات الأهلية إن شخص يكون لديه إذاعة في البيت وأخرين لديهم محطة استقبال في البيت ويتم عن طريقها تناقل الرسائل، ودخلت مصر عالم الإرسال الإذاعي في هذه الفترة عن طريق الهواة يمتلكون أجهزة لاسلكي شخصية ولم يكن حتى اسمه راديو ولكن محطتي إرسال واستقبال، حتى صدر سنة 26 مرسوم ملكي يبيح لهواة اللاسلكي إقامة إذاعات ومحطات أهلية في القاهرة والإسكندرية، وانتشرت كميات كبيرة من المحطات لا حصر لها ومجرد إشباع تجربة اختراع جديد”.
وتابعت: “حبشي جرجس وكان يدرس الهندسة اللاسلكية في إنجلترا وكان معه أجهزة راديو لكي يهادي بها أصدقائه، ولم يكن يتخيل أنه سيصنع تأريخ جديد للإذاعة الأهلية، ووزع الراديوهات بين أصدقائه ولم يهتموا بها لعدم وجود إذاعات راديو معروفة، ولكن حبشي قرر عمل محطة مصرية محلية بعيدا عن جو الهواة المنتشر وقتها، بها أغاني وبرامج وواجته مشكلة إنه لم يكن لديه استيراد محطة الإرسال من الخارج، ويذهب لوكالة البلح ويبحث في مخلفات جيوش الحرب العالمية الأولى على أجزاء محطات إرسال وبالفعل وجد أجزاء في محل اسمه إلياس وعرض عليه الفكرة وقرر الدخول في شراكة مع حبشي، وبالفعل في شارع فؤاد قرروا عمل المحطة الإذاعة، وبالفعل نطقت أول إذاعة محلية مصرية”.
مواضيع ممكن تعجبك