تستمع الآن

الدكتور جابر نصار لـ«بصراحة»: «استخدمنا تكنيك الجماعات المتطرفة في الوصول للطالب»

الأحد - ٠٨ مارس ٢٠٢٠

استضاف الإعلامي يوسف الحسيني، الدكتور جابر جاد نصار، الرئيس السابق لجامعة القاهرة، في حلقة، يوم الأحد، من برنامج «بصراحة» على «نجوم إف.إم».

وتحدث الرئيس السابق لجامعة القاهرة عن جهوده خلال رئاسته للجامعة في محاربة الفكر المتطرف للجماعات الإرهابية، وقال إنه اكتسب خبرة من اختلاطه بالعمل الطلابي والثقافي وقربه من الطلاب منذ أن كان معيدًا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وكان رائدًا للنشاط الثقافي بها، على مدار نحو 20 سنة، وراقب عن قرب التيارات المتطرفة كيف تختطف الطلاب ومواجهتهم بالنشاط الثقافي، موضحًا ان عمله الأساسي كان حول كيف نجعل الطلاب يفكرون، فإذا فكر الطالب لفظ هذا الفكر من تلقاء نفسه.

وأضاف: «استخدمنا تكنيك الجماعات المتطرفة في الوصول للطالب، وكانت لدي قراءات وتصور يحيط بالمشكلة»، مشيرًا إلى أن «الجماعات المتطرفة طلعوا من السجون في السبعينيات على الجامعات لأنها أسهل وسيلة للسيطرة على المجتمع المصري ونشر أفكاره».

وتابع نصار: «عندما دخلت كلية الحقوق وجدت حازم أبو إسماعيل في الكلية ولا يحضر الامتحان وكان عمله تجميع الطلاب والحديث معهم كل يوم وتقديم مساعدات له من كتب وسكن وغيره، لربط الطلبة بمصالح محددة، وكانت شغلته داعية لهذا الفكر وليس طالبًا، ومن هنا انتقلت هذه الخلايا إلى المدينة الجامعية بعد هذا»

واستطرد: «هذه الحركة بدأت تنشيء خلية ثم تنتشر في المحافظات محال سكن هؤلاء الطلاب، فهو يُنشيء مفارخ وحضّانات لنشر هذا الفكر»، مؤكدًا أنه بعد تلك الجهود في الجامعة على مدار سنوات حولت الطالب من شخص يحمل زجاجة المولوتوف إلى شخص يحضر حفلات عمر خيرت ويقرأ كتابًا.

جامعة القاهرة

وبسؤاله عن أن جامعة القاهرة كان تم الاستحواذ عليها من جماعات متطرفة، ولماذا تركت المؤسسات العلمية والبحثية والفكرية كل هذه السنوات دون أي محاولة وجادة في بعث مبدأ التفكير في عقول الطلاب، أجاب ناصر: “الجامعة هي انعكاس لواقع الدولة ومعبر جدا، لأنها جامعة وليست مدرسة ولا تهتم فقط بالتعليم والقراءة والكتابة وتبدأ من حرية الأكاديمية للطالب والأستاذ وتنتهي عند تخريج منتج مؤهل وقادر على أن يعيش حياة صحيحة وسليمة في المجتمع، وأزمة الجامعة منذ نهاية السبيعينات وحتى الألفية الثانية تعكس عن أزمة المجتمع إن في الحقيقة نشأت في مصر منذ نهاية السبيعنيات لما تصالح الرئيس الراحل السادات مع الجماعات المتطرفة وقامت متشربة بفقه وفهم سيد قطب الانعزالي، اللي كان يقيم في وجدان الشاب أو العضو المنتمي لهم دولة مختلفة وسلطة مختلفة عن السلطة الحاكمة، وبدا يتضح فيما بعد أن هناك دولة موازية وهذا ما فعله الإخوان والسلفيين، وكان عندهم وزارة صحة تؤدي خدماتها للناس وكان يمثلها الأطباء الإخوان وكان لديهم تعليم موازي أيضا ويخرج متطرفين مع الركود السياسي والاقتصادي والثقافي من أوائل التسيعينات وارتبط انسحاب الدولة من كل حاجة وخصخصة الشركات، وتركت الدور الثقافي لمكتباتهم التي كانت تباع على الرصيف”.

وأردف: “كنت في ممارستي للسلطة والتغيير لا أفرق بين الإخوان والسلفيين، وهم أخطر من الاخوان وهم تنظيم، ولاسلفيين فكرة وهي تركيها في دماغ أي شخص فالبذرة تطلع حسب التربة”.

واستطرد: “في حقيقة الأمر الفكرة الأساسية لا بد يكون هناك ضوابط لإشاعة هذا الفكر، ولما الإنسان لديه القدرة على تقييم هذه الأفكار فلنيكون هناك مشكلة لأن أفكارهم ضد المنطق والعقل، وهل يعقل أن يقول أحد ارتدي حزام ناسف وفجر نفسك بالتأكيد هذا الشخص ضد كل منطق، وهم لا يحملون فكر ويدعو الناس له ولكنهم يمنعون أفكار ويخشى منها وتأثيره لكي يكون الناس لديهم أفكار تضايقهم، ولما عملنا حفلة محمد منير في 2015 كنا شغالين على الارتقاء بوعي عقول الطلاب منذ أول يوم رغم التحذيرات الأمنية ورفضهم للحفل، وأحضرنا كل المفكرين في الجامعة مثل شيخ الأزهر وبدأوا يشألوه في قضايا شديدة الإلحاح وهو يجيب، وهذا الفكر لا يستمر أمام ضوء الفهم والشمس، ونحتاج لمواجهة فكرية لتمنع هذه الفكر المتطرف ويتحول إلى إرهاب نواجهه بالسلاح ويسقط على إثره شهداء، ومن يغدر بهم هو فكرة، مثل داعش هي فكرة تحولت لفعل وهو بذرة خبيثة”.


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك