ناقشت آية عبدالعاطي، يوم الأحد، عبر برنامج “صندوق الدنيا”، على نجوم إف إم، فكرة نشأة الأوسمة والنياشين والقلائد والألقاب، التي تحكي عن طبيعة التكريم في مصر، والتي تذكر كل صاحب شأن أن أعماله وجهوده المتميزة كانت محل تقدير.
وقالت آية: “أي شخص يقتنص ميدالية فهذا يضع على كاهله مسؤولية سواء بتكليف رسمي أو ضمني، وسنخرج اليوم من صندوق الدنيا سنخرج وسام أو نوط وهي أمور نراها في المتاحف وسنبحث عن سر حصول أي شخص عليها، وماذا بعد أن يحصل عليها هل فيه أدوار المفروض يقومون بها”.
وأضافت: “وتجد أن الأصل له علاقة بالقدماء المصريين، وكل ملك له مجموعة خاصة به بالأوسمة والنياشين وأول قلادة رأيناها كانت في كنوز الملك توت عنخ آمون، وهي المقبرة الوحيدة التي وجد كل مقتنياته بها، وقلادته شيء مبهر ومذهل مرصعة بالألماظ وتفاصيلها كثيرة، حتى وصلنا لعهد محمد علي ووجدنا 12 شكلا للأوسمة ما بين الفضة والذهب وتمنح حسب الأوامر الملكية وفي سياق معين”.
وتابعت: “أم كلثوم مثلا حصلت على (قلادة الجمهور) وكانت بدافع إسهامها في زيادة المحتوى الذي يضيف للأغنية، وكان لون الأوسمة أو الأوشحة لا تقل عن درجة أهميته، وأصبح الكثير من الأشخاص يسعون لنيل هذه النوط والأوسمة، ثم تظهر الرتب والألقاب الباشوية أو البكوية، ويظهر طموح مختلف تحتم عليك أدوار مهمة بعد حصولك عليها”.
وأشارت: “الباشوية كانت توازي درجة وزير، وكان اللقب يقام له الحفلات والليالي الملاح، وكان يتبعها مسؤولية على عاتق هذا الشخص، وكانت أهم الألقاب في مصر هي أفندي ويحصل عليه من يصل في التعليم إلى الشهادة الثانوية أو يكمل تعليمه الجامعي، و”بك” ويحصل عليه كبار أفراد الطبقة الوسطى من كبار الموظفين في الدولة، أما أفراد النخبة الاجتماعية والسياسية فكانوا يحصلون على لقب باشا، وإلى جانب هذه الألقاب الثلاثة الرئيسية، كانت هناك مجموعة من الألقاب التي يحصل عليها كبار السياسيين مثل صاحب الدولة وصاحب المعالي وصاحب السعادة وصاحبة العصمة وصاحب المقام الرفيع، وكان كل لقب من هذه الألقاب يرتب لصاحبه نفوذا وسلطة داخل أجهزة الدولة المختلفة، إلى جانب ما يتمتع به من نفوذ وسلطة لثرائه أو لموقعه السياسي”.
https://twitter.com/NogoumFM/status/1206273979364904961?s=20
وأردفت: “وكثير من أصحاب رتبة الباشوية أضافوا له، على سبيل المثال أحمد باشا المنشاوي، والذي حصل على اللقب باستحقاق ولقب أيضا برجل الخير، رجل ذو شأن عظيم ومن الأعيان وأخذ الرتبة نتيجة إسهاماته في المجال الزراعي والاقتصادي ولديه نظرة استباقية وأفكار خارج الصندوق، وهذا جعل دول أوروبية لمنحه أوسمة ونياشين وصلت لـ50 نيشانا، ودخل زراعات كثيرة لمصر وهو اللي دخل طريقة التطعيم بالزراعة، وأيضا فكرة استصلاح الأراضي ووقتها كان حدث وعمل هكذا في أكثر من 30 ألف فدان وكانت كلها مغامرات، وأقام مستشفى المنشاوي العام والمتواجدة حتى الآن في طنطا، وفكرة اللقب هنا لم تكن الإضافة بل هو الذي أضاف له، وكان هو الباشا الوحيد اللي لو توفى عامل لديه يتعين أكبر أبناءه وبنفس الراتب، ورصد قرض حسن للمتعثرين ماليًا، وكان مخصص مبلغ لأكل وشرب الحيوانات الضالة وهذا في سنة 1903، وهذا نقطة في بحر تفاصيل عملها أحمد المنشاوي باشا”.
السنهوري باشا
وتطرقت للحديث عن رجل آخر حمل لقب البشاوية، وهو الدكتور عبدالرزاق السنهوري باشا، قائلة: “هو من الأسماء الذي تقف عندهم كثيرا، هو من كتب القانون المدني المصري وكتب دساتير لدول عربية كثيرة، وأسس جامعة الإسكندرية وكل حاجة تؤهله لنيل لقب الباشوية، وهو شخص بداياته كانت صعبة والشطارة أن لا تبكي وتظل مكانك ولكن تتخطاها، والده توفى وهو صغير وكان تلميذا يدرس ويعمل، وكان تركيبة بين الموهبة والاجتهاد، وهو قامة كبيرة وصل بفكرها لشكل عالمي واسم يعتد به في محافل دولية بشكل كبير جدا”.
أحمد كمال أفندي
“وفي بلدنا أسبوعيا نجد اكتشافات أثرية بشكل كبير ومذهل، وهناك ناس لديها شغف كبير بالبحث عن الأثار وكان من بينهم أفندي قبل الحصول على لقب الباشاوية وهو أحمد كمال أفندي، وهو رجل تدرج في مراحل الدراسة وحصل وصل للمدارس العليا وهي المقابل للكلية الحاليا، ودخل (مدرسة اللسان المصري القديم) ومعنية باللغة الهيروغلفية وهي من إنجازات الخديوي إسماعيل، وهو شخص كان مدركا لأهمية الأثار وهي مصدر للقوة والسلطة والأمل، واتخرج منها وهو متعلم الكثير من اللغات، أبرزها الإنجليزية والفرنسية والتركية، ولم يكمل دراسته فيها بسبب أن الحكومة قررت الطلاب النابهين في المدرسة يعملون مترجمين ويتم توزيعهم على الجهات الحكومية، ولكن إصراره على دراسة الأثار جعل الخديوي توفيق يعينه مساعد وزير الأثار وأول مصري يأخذ منصب أثري ورسمي، وفي سنة 1982 حصل على لقب الباكوية ثم الباشوية في عهد الملك فؤاد، ويعتبر رائد المدرسة المصرية في الدراسات الأثرية وعلى يده ظهر جيل كبير من أكبر علماء الأثار منهم سليم حسن وهو أول مصري ينقب على الأثار وهي مهنة كانت حكر على الأجانب”.
مواضيع ممكن تعجبك