استضاف الإعلامي إبراهيم عيسى، الكاتب والناقد أشرف غريب، في حلقة، يوم الأربعاء، من برنامجه «لدي أقوال أخرى»، للاحتفاء بذكرى ميلاد المخرج فطين عبد الوهاب التي تواكب 22 نوفمبر.
وقال غريب، إن والد فطين عبد الوهاب كان مثقفًا ومتفتحًا حيث أرسل نجله الأكبر سراج منير إلى الخارج لدراسة الطب فدرس التمثيل وأصبح فنانًا كما نعلم، ثم الابن الأوسط حسن الذي بعثه لدراسة الهندسة فدرس السينما، ولم يعترض الأب على هذا.
وأوضح أن الأب ترك الأمر بيد الابن الثالث «فطين» ليقرر مستقبله بعد الثانوية، حيث رفض دخول كليتي الزراعة والفنون الجميلة، وقرر العمل بالبكالوريا موظفًا، إلا أن أخيه حسن استنكر الوظيفة على مؤهلات أخيه الذي يجيد الإنجليزية والواسع الثقافة، فجعله يقرأ في السينما من مكتبته، لتتوسع مداركه فيها.
وأضاف أن فطين عبد الوهاب التحق بالكلية الحربية في عام 1939 ضمن الدفعات الخاصة لخدمة آلة الحرب البريطانية في الحرب العالمية الثانية، ليتخرج ضابطًا ويعمل بعدها ضمن الخدمة العسكرية في الإسماعيلية.
طبقة أغنياء الحرب
ظهرت طبقة أغنياء الحرب في فترة الحرب العالمية الثانية وبعدها، وكانوا يريدون استثمار أموالهم، ووجدوا صناعة السينما مناسبة لهذا، لذا شهدت فترة ما بعد الحرب رواجًا سينمائيًا كبيرًا، حيث ارتفعت أعداد الأفلام المنتجة من 24 فيلما عام 1944 إلى 54 فيلم في 1946، وبلغت عدد شركات الإنتاج 114 شركة حتى عام 1950.
بدأ فطين عبد الوهاب العمل بالسينما بعد الحرب، حيث عمل مساعد إنتاج في البداية قبل أن يعمل كمساعد مخرج وكان هو مساعد المخرج المفضل لدى عدد كبير من المخرجين وخصوصًا الذين كانوا يمثلون منهم يوسف وهبي وأنور وجدي.
كان فيلم «نادية» عام 1949، أول فيلم يكتب اسم فطين عبد الوهاب عليه، لكنه لا يعتبره فيلمه الأول لأنه لم يخرجه بالفعل لكن تم وضع اسمه عليه فقط، لكنه يعتبر فيلم «جوز الأربعة» فيلمه الأول، رغم أن الفيلمين لم ينجحا.
أفلام إسماعيل ياسين
وأردف: “بعد فيلم (الأستاذة فاطمة) سافر أمريكا وأخذ خبرات في استويودهات هولييود وعاد عمل أفلام مثل “عبيد المال” وكان من التجارب المهمة في تاريخه، وعمل أيضا (نهارك سعيد) مع منير مراد وهو كان شقيق زوجته في هذا الوقت ليلى مراد، حتى نصل لفيلم (الأنسة حنفي) وقدم فكرة التحول الجنسي وهو كان سابقا لزمانه بهذه الفكرة وهو مبني على قصة حقيقية، ويخرج فطين وإسماعيل ياسين من هذا الفيلم وهما نجمان كبيران منقطعان النظير لأنه عمل كان صادما في هذا التوقيت، في المقابل إسماعيل ياسين بدأ سلسلة أفلامه الشهيرة التي تحمل اسمه، وتبدأ من هنا فكرة استغلال شعبية ونجومية إسماعيل ياسين لتقديم سلسلة الأفلام الحربية وتبدأ بإسماعيل ياسين في الجيش بدعم كامل من الدولة أن تنتج فيلم عن الجيش المصري، وكان يخدم فكرة الترغيب في حياة الجندية”.
واستطرد: “فطين شكل وجه الكوميديا السينمائية في الخمسينيات والستينيات وصاحب الفضل في ظهور النجوم اللي حملوا لواء البطولة في الأفلام مع هذا التوقيت، وبعد ما كان فريد شوقي ملك الترسو ظهر معه بشكل كوميدي مغاير، وإسماعيل ياسين ممكن يلبس بدلة في (الأنسة حنفي) ويرتدي صعيد في (العتبة الخضراء) وكان له سمات رائعة في شخصياته، وهو مخرج شاطر وعسكري سابق وكان يعرف كيف يحرك الكاميرات والممثلين خصوصا في الأفلام العسكرية، وفي إسماعيل ياسين في الأسطور ترى مشاهد صامتة وتسجيلية ولا تشعر بالزهق، وتلعب على فكرة المفارقات والشبيه وتستغل كل أدواتك كمخرج كوميدي في محتوى وأفكار”.
وأوضح غريب: “فيه كوبري كده آخر في مسيرته وهو فيلم (إشاعة حب) ويوسف وهبي يتحول لكوميديان وعمر الشريف أيضا وسعاد حسني تقدم ثاني أفلامها، وكأنه يقول سيبوني أعمل الكوميديا اللي أنا حاببها، واختياره الرائع لمدينة بورسعيد لتكون ميدنة منفتحة وصغيرة يمكن انتشار فيها الشائعة بشكل كبير، وكان وقتها الذهاب للسينما طقس محبب للأسرة وأصبحت الكوميدي االأسرية تناسب مرحلة ما بعد ثورة 52 وفطين وجد الأجواء التي تناسبه ويقدم الكوميديا التي يحبها، وتكتشف هذا من عناوين أفلام عائلة زيزي، العائلة الكريمة، كرامي زوجتي، عفريت مراتي، نصف ساعة جواز، كلها مفردات أسرية وعائلية وأبطاله داخل الأسرة، وفي هذا لإطار يطلع فؤاد المهندس وينفع يكون مثقف ومتعلم وغلبان وكوميديان وقادم من إرث كبير في المسرح والإذاعة، ويجيب معه الثنائي شويكار ويكرس له ويقدم أروع الأفلام ويقدم حالة رائعة من الكوميديا الأسرية تناسب هذه المرحلة”.
حياته الأسرية
وعن حياته الأسرية، قال: “تزوج الفنانة الكبيرة ليلى مراد 15 سنة ولم يخرج لها أي فيلم، وتزوج 4 مرات و3 من هذه الزيجات لم تستمر طويلا أسابيع أو شهور، وليلى مراد تزوجها من سنة 54 حتى 69، وهي فترة النضج الفني واستقراره العائلي جعله ينتج كل هذه الأفلام الرائعة وكان قمة عطاءه وكانت ليلى مراد أجبرت على التوقف عن التمثيل، متفرغة لتربية زكي فطين وأبنها الأخر أشرف أمين أباظة، وهي حاولت تجعله يمثل أمامها في بداية زواجهما ولكنه رفض، وبعد الطلاق بدأت الحياة الحرجة له وفيما يبدو أن حصل خلافات ربما يكون لها علاقة بأمور مالية ومفيش شيء معلن بشيء دقيق، وعاش في شقة وحيدا في وسط البلد ومن سنة 69 عرض له فيلم اسمه (خطيب ماما) ورحلة لذيذة وبدأ المنحنى ينزل وهو مدخن شره ودخل في مشكلات صحية وبدأ يستشعر إن حياته انتهت، وتوفى وهو عنده 59 سنة مثله مثل الريحاني وإسماعيل ياسين، وكان يعيش وحيدا ومكتئبا ومفيش حياة مستقرة”.
واستمر مشوار المخرج الراحل حوالي 32 عامًا، أخرج خلالها أكثر من 50 فيلمًا سينمائيًا حتى أصبح أحد رواد الكوميديا الراقية في السينما المصرية، ومن أبرز أعماله “العتبة الخضراء”، ” حلاق السيدات”، “عائلة زيزى”، مراتى مدير عام”، وغيرهما.
مواضيع ممكن تعجبك