تستمع الآن

الكاتب الصحفي سيد محمود: طه حسين لم يكن مشغولًا بإرضاء الجماهير ولكن بتنفيذ أفكاره ومشاريعه

الأربعاء - ١٣ نوفمبر ٢٠١٩

احتفى الإعلامي إبراهيم عيسى بذكرى ميلاد عميد الأدب العربي طه حسين، التي تواكب 15 نوفمبر الجاري، في حلقة خاصة عنه استضاف فيها الكاتب الصحفي سيد محمود في برنامجه «لدي أقوال أخرى» على «نجوم إف.إم».

وقال الكاتب الصحفي سيد محمود إن أهم ما ميز الأديب الكبير طه حسين هو التفاعل بين الذاتي والموضوعي، وهذا المزيج بين التيار المحافظ الداعي لتطبيق الدين والنموذج التقليدي لقيام الدولة المدنية، وكذلك التيار الداعي لتطبيق النموذج الغربي.

وكشف «عيسى» و«محمود» أن طه حسين كان المنادي بمجانية التعليم وأن يكون كالماء والهواء وعمل على تنفيذها خلال رئاسته لوزارة المعارف عام 1950، وبالفعل خلال أقل من 8 شهور نفذ مجانية التعليم حتى الثانوية ثم جاء جمال عبد الناصر بعد ذلك ليضيف المرحلة الجامعية، وكان هذا من أبرز مميزاته أنه لم يكن ينادي بالأفكار وفقد.

الجانب الشعبوي

وأوضح الكاتب سيد محمود أن طه حسين لم يكن مشغولًا بالجانب الشعبوي أو إرضاء الجماهير، ولكن همه هو تنفيذ أفكاره ومشاريعه، وربما هذا الخوض الفردي للمعارك ضمن تكوينه الشخصي بأنه خاض معركته وحيدًا طوال حياته منذ الصغر.

وأضاف أن معركته مع ممثلي الإسلام التقليدي والأزهريين مبكرة في حياته، وكتب عنها في العقدين الأوائل في القرن الماضي، وقد جمع بين الدراسة الأزهرية كتراث تأسيسي مع الجانب التطبيقي الحديث واستعمال هذا التراث بدراسته في الغرب.

وعن الصراع بين مريدي عباس محمود العقاد ومريدي طه حسين حول فكر الاثنين، أوضح سيد محمود أن هناك فارق بين التجربتين، فالعقاد كان يعتز بأنه بنى نفسه كمفكر بشكل عصامي دون تعليم، غير أن لغته وتجربته مصمتة ومنغلقة على نفسها، على عكس طه حسين المنفتح على الجديد دائمًا والذي دائمًا ما يجذب القاريء طوال الوقت لأفكاره على عكس أسلوب العقاد المنفر بعد فترة منه.

التاريخ الإسلامي

وعن كتاباته المؤسسة في التاريخ الإسلامي وبسؤاله لماذا المفكرين المتنورين يقررون دائما الدخول في هذا المدمار، أجاب: “هناك رسالة عملت حول التحول للجيل الأول من الكتاب المصريين في هذه المنطقة والباحث اعتبره تطور طبيعي ومؤامة مع الجتمع طالما لديك رغبة لتغييره، وطه حسين ابن التنوير الفرنسي وهذه هي الطريقة الفرنسية، وأعاد بناء التاريخ الإسلامي ولكن بشكل نقدي، وكان يريد أخذ هؤلاء من مساحة المطلق إلى مساحة البشري، وداخل هذا كان يريد الذهاب للمناطق الرمادية وهو محترف توطين الشك وهي قضية نقلها من الشك في الأدب للشك في التاريخ، وكان يهيأ الأرض لكي يكون مشروع متكامل لطرح أسئلة على الثقافة العربية على الأساسين لها، والنور الذي يضعه في هذه المنطقة طبيعي يخلق رد فعل عنيف، وطلع من بعده تلاميذ له أبرزهم حسين مؤنس، وحسين فوزي ساروا على نفس نهجه، ولو غيرت العقل فسهل ما سيأتي بعد ذلك، وطه حسين كان ابن حزب الأمة والأحرار الدستوريين وهي معركة لاكتساب المجتمع”.

روايات طه حسين

وعن أدب وروايات طه حسين، أشار الكاتب الصحفي سيد محمود: “لويس عوض في كتابه الأدب والثورة وكان يتحدث عن ما حدث في الأدب المصري قبل 52 وقال إن طه حسين تحول من طاقة ثورية إلى محافظة وإن التغيير في الأدب كان يأتي من 3 مصادر، وهم توفيق الحكيم بعظمته وهوس الفنان داخله، ويحيى حقي، ومشروع ضخم اسمه نجيب محفوظ، وقال إن إنتاج طه حسين يصنف في إطار الروايات التعليمية وهي تعطي نموذج ولكنه ليس الأفضل، وهو من الأشخاص الذين تأثروا بالسيرة الذاتية”.


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك