تستمع الآن

زوجة الكاتب الراحل جمال الغيطاني لـ«بصراحة»: لم يكن وطنيًا بالكلام.. ولكنه كان بالفعل العارف بمصر

الأحد - ٢٠ أكتوبر ٢٠١٩

احتفى الإعلامي يوسف الحسيني بالكاتب جمال الغيطاني في ذكرى رحيله التي حلت 18 أكتوبر، وذلك في حلقة، يوم الأحد، من برنامجه «بصراحة» على «نجوم إف.إم» والذي استضاف فيها زوجته الكاتبة الصحفية ماجدة الجندي.

وقالت الكاتبة الصحفية ماجدة الجندي إنه لا أحد يحل محل آخر في الإبداع، فهناك من سيأتي بعد أم كلثوم لكن لا أحد يحل محلها، وهكذا الحال مع الكاتب جمال الغيطاني، مضيفة «آلمني كلمة الفقيد، فأنا في معية الغيطاني منذ سنة 1973، وهو حاضر ليس على المستوى الشخصي لكن في مشروعه متعدد المواهب، والذي عايشت تكوينه، وكنت دايمًا أقول له إن أضعف ما في علاقتنا هو الزواج لأنها كانت علاقة متعددة الجوانب تتخطى الزواج».

وأضافت زوجة الأديب الراحل جمال الغيطاني: «لم يكن وطنيا بالكلام، لكنه عرف مصر فأحبها، وكان بالفعل العارف بمصر، وإذا زرت مكتبته تجد كل ما يخص مصر لدرجة الطيور التي تطير فوق مصر والسمك الذي يعيش على حدودها البحرية، وإدراكه لقيمة مصر هو المسئول عن هذا الحب العميق».

موقفه من الإخوان

وأكدت أن موقف جمال الغيطاني من جماعة الإخوان كان على أساس ثقافي، فقد أجاب على سؤال كيف سيلفظ الجسد المصري هذا المشروع، وكيف أن المشروع الإخواني يتناقض مع الشخصية والسبيكة المصرية، ويوم أن حلف محمد مرسي اليمين كرئيس للجمهورية، نشر لجمال الغيطاني يوميات في الأهرام بعنوان «وداعًا مصر التي نعرفها»، وبدأ يؤسس كيف سيلفظ الجسد المصري هذا المشروع.

وأشارت إلى أن «الغيطاني» طُلب منه عام 2013 تدريس «ابن عربي» بجامعة شيكاغو، وكان مريضًا، وكنت أوصله إلى الجامعة، وقد كرموه بالجلوس في مكتب هنري بريستد كاتب «فجر الضمير»، وهو كان متأثرًا بانفعال بهذا الأمر، وقلت له يجب أن تكون راضيًا لأن الذي قطع الطريق من الدرب الأصفر حتى كرسي هنري بريستد يجب أن يكون فخورًا.

وأكدت الكاتبة ماجدة الجندي أن «الغيطاني» أخد حقه من البلد، لأنه «مقدر على مستوى الناس وإحنا عايشين على حسه، وهو كان راضيًا بهذا التقدير وأنا كذلك»، موضحة أنه كتب ما لم يعرفه الناس عن حقيقة حرب الاستنزاف وأكتوبر، فقد نقل إقامته لمدن القناة بالكامل طوال الحرب، وله رواية بعنوان «الرفاعي» عن البطل إبراهيم الرفاعي، نال عنها جائزة الدولة التشجيعية واشتراها ممدوح الليثي لتحويلها إلى فيلم ولم يخرج للنور منذ حينها.

علاقة جمال بالزمن والفيزياء

وأشارت: “الهاجس الأساسي في مشروعه الأدبي فكرة الزمن حضور الزمن في مشروعه فكرة قوية جدا وقاده إلى الاهتمام بعلم الفيزياء لأنه له علاقة وثيقة بفكرة الزمن والفلك، وجزء كبير من تكوينه له علاقة بالعلمين السابقين ذكرهما وأستحضر مناظرة نظمت معرض للكتاب في سويسرا ما بين الغيطاني والزمن عند عالم الفيزياء، وكان مهموما بقصة ستيفين هوكينز والثقوب السوداء، وأيضا كان مهموما بعلاقته بالفن التشكيلي وتكونت لديه من أحسن المكتبات الفنون التشكيلية العالمية كان يحملها على كاهليه من شتى بقاع الأرض، وفرض عليه أن يومه يكون يومين، يوم وظيفي من أجل لقمة العيش وينتهي الساعة 4، ثم راحة ويبدأ يومه الحقيقي وهذا روتين ثابت يومي وكان يرتدي ملابسه ويتهيأ للجلوس على المكتب وفارض على نفسه يوميا ساعة فن تشكيلي يطالع يثقف بصيرته ويغذي وجدانه، لديه خلفية موسيقية من كل موسيقى الأرض”.

واستطرد: “نفرق بين حاجتين إن المبدع قاعد بينزل الإلهام عليه، أو شخص لديه روافد الإبداع والمعرفة تدخل في نسيج الكاتب، وجيله كان صادقا جدا في اختياره واهتمامته ولم يأخذ من الإبداع وسيلة لترقي اجتماعي أو انشغلوا بتكوين ثروات وكان مخلصا للكتابة والإبداع ولا يخرج عن التراك الخاص به قيد أنملة، وكنت ضد أن يتولى رئاسة التحرير أخبار الأدب وكان وقتا مستقطعا من وقته، ولكنه قدم نموذجا رائعا للصحافة العربية وتجربته بأخبار الأدب نفسه تهمنا كصحفيين، ويكتب فيها الجميع وليس تيارا، وعلاقته مع الصحفيين كانت رائعة وأخرج أجيال أصبحت الآن من علامات الصحافة العربية، لما حد يسألني عن جمال بقول إنه بالنسبة لي (كون)، جديته وإخلاصه ومعاملة نفسه بصرامة، ولديه برنامج يومي ثابت”.


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك