ناقشت آية عبدالعاطي، يوم الأحد، عبر برنامج “فيلم السهرة”، على نجوم إف إم، فيلم “سيداتي أنساتي”، من بطولة الفنان محمود عبدالعزيز ومعالي زايد، وصفاء السبع، وعبلة كامل، ويوسف داوود، ومخلص البحيري، وإخراج رأفت الميهي وعرض عام 1990.
وقالت آية في مستهل الحلقة: “رأفت الميهي مخرج صاحب تفكير مختلف وخارج عن المألوف والسائد، والغريب في قصة الميهي هي النقلات.. هو ليس فقط صاحب مدرسة، هو صاحب فكر، رؤية خاصة، ويقولون عليه إنه رائد الفانتازيا الكوميدية.. الفانتازيا هي إنك لو هتتكلم عن الواقع تناولة برؤية غير مالوفة.. لا تلتزم بالمنطق، العبث وارد في الفانتازيا، رأفت الميهي عمل كل ده من بره الكتاب ولكنه كان عارف الكتاب كويس.. عشان تخرج بره الصندوق لازم تبقى عارف الصندوق فيه إيه أصلا”.
رأفت الميهي
وأضافت: “الميهي كان حالة فهو خريج أداب إنجليزي، ليصبح بعد ذلك صاحب أكاديمية خاصة لتعليم فنون السينما، الميهي بعد ما اتخرج من أداب واشتغل مدرس فترة، اشتغل في لجنة قراءة السيناريو، هذا الاحتكاك بعالم السيناريو جعله يقرر يدخل معهد السيناريو اللي عمله صلاح أبوسيف لما كان رئيس مؤسسة السينما، أول ما اتخرج كتب أول سيناريو احترافي.. كان سيناريو مسلسل تليفزيوني وكثرت أنشطته الفنية، وبدأ مقالات نقدية وأول فيلم روائي طويل له كان جفت الأمطار.. ولم ينجح لاختلاف سياقه، وهذا أحبط مخرجه لكنه لم يحبط رأفت الميهي، الشاب اللي بدأ يتعرف ويسمع ويدخل دائرة المثقفين.. وسمع عنه كمال الشيخ وأول شغل لهما سويا يكتب سيناريو فيلم غروب وشروق، وبعدها شيء في صدري، ثم الهارب، وعلى من نطلق الرصاص، وبعد كتابة كل هذه السيناريوهات قرر إنه ينفذ رؤيته كمخرج، ظل 5 سنوات يدرس إخراج وفي أواخر الـ70 أخرج أول فيلم (عيون لا تنام) بعدها (الأفوكاتو).. بعدها للحب قصة أخيره.. بعدها السادة الرجال، تنوع عجيب، وأصبحت الحالة دي اسمها مدرسة رأفت الميهي اللي عمل لها أكاديمية لتدريس فنون السينما في 2003”.
قصة الفيلم
يتناول الفيلم حياة “محمود” الذي يعمل كساعي فى أحد المصانع بالرغم من حصوله على الدكتوراة في الطبيعه لعدم الاعتراف بشهادته وتقرر أربع صديقات “درية” و”عزيزة” و”آمال” و”كريمة” الزواج من رجل واحد حتى يتجنبن مشاكل الحياة والمصاريف وأن تكون العصمه فى أيديهن، ويخترن “محمود” الذي يعمل معهن في نفس المصنع لهذه التجربة ويوافق، وبعد الزواج تحدث عده مفارقات ليدخلوا في مشاكل وخلافات كوميدية وغير منطقية.
عالم البطل
وأشارت آية: “في كل حلقة ندخل عالم البطل ولكن اليوم سندخل الفكرة ونحن نكلم السيدات والآنسات، اللي شاعرين إنه يمارس عليهم ضغوطات ونناقشها بشكل غير تقليدي وحتى الحلول ستكون غير تقليدية، ونرى لو شخص من أصدقائنا ومعارفنا، وأول جملة في الفيلم بعد التترات ليس لها علاقة بالمشكلة وتسمع جملة حوار أننا في مجتمع منتقى وتم اختياره بشكل عبثي، ولازم يكون صراع وينتج عنه حبكة درامية محكمة ثم نهاية، المكان هو شركة فيه موظفين ومن يهمنا 4 ستات ورجل، (المحامية درية، الدكتورة أمال، المهندسة عزيزة، الموظفة كريمة) وعلينا أن ننظر هنا على انتقاء المهن، والبطل هو (محمود)، وهو شخص معه دكتوراة ولكنه يريد الذهاب لعمل به مرتب أعلى وهو الساعي، ثم نذهب لعالم السيدات ونرى مشكلتهم بطريقة طريفة وهزار وهو حول هذا الأمر إلى جد، وخصوصا لما ظهرت الماما تريز اللي مأجرة للستات الأربعة شقة، والتي تقرر أن تتزوج رجل أصغر منها وتقول إنها قررت ذلك لكي يكون ابن وزوج لها في الحياة في وقت واحد، ثم تفجرت الرغبة وخارج سياق الطبيعي اللي الـ4 فتيات يقررن الزواج من نفس الشخص”.
وأردفت: “ورأفت الميهي كان متميزا بكادراته التي توضح حاجتين الانفعالات وكلام الممثلين، ولم يكن يحب فكرة الارتجال من الممثل، وهو لم يكن يحب تجويد الممثلين وكان قادرا على ترويضهم كما يريد هو، وهنا يظهر تساءل هل المجتمع سيستقبل هذه الفكرة خصوصا بعد موافقة محمود وهو شخص متمرد على المجتمع المتواجد فيه”.
التمرد
واستطردت آية: “ومع توالي أحداث الفيلم تجد محمود وضعه الاجتماعي تغير وتم ترقيته في الشركة، وتجد أيضا في الجانب الأخر موظف آخر في الشركة يغير من محمود ويقرر يفعل مثله، ولكن محمود قرر أن يعود لوظيفته قبل الزواج وهو ساعي، وقال لزوجاته في لقطة شهيرة بالفيلم إنه قرر يفعل ما فعله لأن المجتمع لم يكن مقدرا شهادته فقرر التمرد وهو قرر أن يتزوجهن بسبب تمردهن أيضا، وزوجاته طلبن منه الجلوس في البيت ويتولى الأعمال المنزلية لأنه عاد لمهنته الأولى وأصبح راتبه ضعيفا فلا داعِ لعمله، وبالفعل يتقنع ويتنازل ويقرر أن يكون القائم بكل الأعمال المنزلية في البيت، ثم نصل لأقصى درجات الفانتازيا وتجد السيدات يقررن البحث عن ضرة لمعاقبة محمود الذي أصبح جالسا في البيت بشكل دائم، ويقررن اثنين أن يحصلن على الطلاق ويتزوجن آخر، وقرروا أن يختاروا غريمه الأستاذ فتحي (يوسف داوود) الذي يغير من محمود”.
وشددت: “ونرى مع النهاية الفكرة الرئيسية وهي الخوف من التفاصيل الكثيرة وكيف قرر الأبطال التمرد عليها، وأحيانا كثيرا ما تكون مستسلم لشكل مجتمعي معين يتعبك بشكل أكبر من أن تكون منسجما مع باقي المجموعة”.
النهاية
وأشارت: “من البداية متفقين بنحكي حكاية بشكل غير تقليدي، وبالتالي لا نبحث عن نهاية وفيها نصيحة، وهي حكاية لا تخضع لقواعد المنطق وهذه هي مدرسة رأفت الميهي”.
مواضيع ممكن تعجبك