أعلن الأزهر الشريف، عن استحداث وحدة جديدة بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وهي وحدة “لم الشمل”، لمواجهة ظاهرة انتشار الطلاق ووضع الحلول المناسبة لمشكلاتها حمايةٍ للأسرة المصرية والحفاظ عليها من التفكك والتشتت، وذلك انطلاقًا من دوره الدعوي والتوعوي، ومسئوليته تجاه المجتمع.
وبين الأزهر الشريف ، أن عمل الوحدة يركز على دراسة الظاهرة نظريًا ، إضافة إلى دورٍ عمليٍّ يتمثل في زيارة المراكز والقرى؛ لنشر الوعي ولم شمل الأسرة والصلح بين المتخاصمين . مخصصًا بمركزه العالمي للفتوى الإلكترونية رقم ( 19906) للتواصل مع الوحدة، وفقا للخبر الذي قرأه إيهاب صالح، يوم الخميس، على نجوم إف إم، عبر برنامج “ابقى تعالى بالليل”.
وبحسب الإحصائيات بلغت حالات الطلاق في مصر معدلات تنبئ بخطر كبير على الأسرة والمجتمع ، حيث قدر معدّل الحالات 250 حالة طلاق في اليوم الواحد أي حدوث حالة طلاق كل 4 دقائق في مصر، من أصل 14 مليون قضية طلاق تشهدها المحاكم المصرية سنويًا، بمشاركة 28 مليون شخص أمام المحكمة، أي ما يعادل ربع سكان مصر.
وقال الشيخ أسامة هاشم الحديدي، منسق لجنة الفتوى الإليكترونية بالأزهر والمشرف على وحدة “لم الشمل”، إنه تم الاعتماد علي تقرير وثائقي أشار إلى أن إفشاء أسرار المنزل وتدخل غير الزوجين في تفاصيل الحياة الزوجية تتسبب في الانفصال والطلاق بنسبة 44.6%، بحسب إحصائية مركز البحوث الاجتماعية.
كما أوضح التقرير أن نسبة الطلاق تزيد في الأحياء الفقيرة، مشيرًا لزيادته أيضًا في المدينة عن الريف، لارتفاع سقف الحريّات فيها، وإعالة المرأة نفسها في بعض الأحيان .
فيما أشار التقرير لدور انعدام المسئولية وعدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين والعلاقات التحررية قبل الزواج، وإدمان المخدرات والمسكرات كأسباب رئيسية في الانفصال أيضًا.
في السياق نفسه، أفاد التقرير الوثائقي بأن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي وعلى رأسها موقع “فيسبوك”، ساهمت بشكل كبير في حالات الطلاق بنسبة تصل إلى 20% على الأقل وفقًا لبيانات من محاكم الأسرة، في مصر.
تابع الحديدي، جاء الإعلان عن تأسيس وحدة “لم الشمل” استشعارًا لهذا الخطر الجسيم الذي يهدد كيان المجتمع عزم الأزهر الشريف الذي يتابع عن كثب بعين الحرص والعناية والرّعاية كلَ ما يشكّل خطرًا دينيًا أو اجتماعيًا لأبناء مصر.
ويعمل بالوحدة ستة من المفتين ثلاثة من المفتين وثلاث مفتيات، إلى جانب تواجدها في المحافظات من خلال تعاون 28عضوا من الأعضاء العاملين بالمركز من مختلف محافظات الجمهورية.
وتهدف وحدة لم الشمل، إلى الوقوف على آخر الإحصائيات لمعرفة حجم المشكلة والتعرف على أسباب انتشار ظاهرة الطلاق، ومن ثم نشر الوعي الأسري بين فئات المجتمع ووضع حلول استباقية للمؤهلين للزواج مثل “اختيار الزوج المناسب، التثقف حول معاملة الزوجين، معرفة الحدود” وحلول علاجية مثل “محاولة حل المشكلات الزوجيّة بالتفاهم، تجنب لفظة الطلاق، الاحتكام إلى العقلاء من الأهل”.
مواضيع ممكن تعجبك