تستمع الآن

صلاح جاهين في ذكرى وفاته.. الفيلسوف العبقري الذي وصل إلى رحيق اللغة المصرية العامية

الأربعاء - ٢٥ أبريل ٢٠١٨

خصص الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، حلقة برنامج “لدي أقوال أخرى”، يوم الأربعاء، للحديث عن الشاعر ورسام الكاريكاتير الراحل صلاح جاهين، في ذكرى رحيله الذي توفي في الحادي والعشرين من أبريل لعام 1986، قائلا إنه يعد استثنائيًا من استثنائيات الأدب والكتابة المصرية، مشيرًا إلى أنه من الأسماء الأولى في مقدمة الصف الذين بنوا معبد الشعر العامي في مصر.

وأضاف عيسى، أنه في كل مجالات الفن هناك من برع في مجال بعينه براعة عظيمة وهائلة وصار عنوانًا للبراعة والخلود الفني، مضيفًا: “من ضمن استثنائيات صلاح جاهين أن موهبته كانت في أكثر من مجال، منها الشعر حيث إنه يعد من مؤسسي الشعر العامي ومن الأسماء الأولى وفي مقدمة الصف الذين بنوا معبد الشعر العامي في مصر”.

وأوضح أن من أسس للجماهيرية الكبيرة للشعر العامي في مصر ليس فؤاد حداد، قائلا: “في حقيقة الأمر من أحدث ذلك هو صلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودي، كما أنه منذ بداية رسمه للكاريكاتير فهو أعلن إعلانًا كبيرًا عن الموهبة والعظمة”.

وقال أستاذ حسن يوسف طه، أستاذ الفلسفة وعلم الجمال بأكاديمية الفنون، في حواره مع البرنامج: “عبقرية صلاح جاهين إنه وصل إلى العصير ورحيق اللغة المصرية العامية، واللغة بها شوائب كثيرة ولكنه عمل لها تقطير والتقط أفضل ما فيها وهذا ظاهر جدا في الرباعيات، ووصفي له أنه كان فيلسوف فنان.. وفنان فيلسوف، وهذا رأيي كشخص متخصص في مجالي، كان عنده بعد في الرؤية، مثلا أوبريت (الليلة الكبيرة) ليست مجرد مولد ولكن بها أبعاد جمالية كثيرة”.

الرباعيات

وعن أشهر أعماله الرباعيات، قال أستاذ الفلسفة: “فكرة إنه كتب هذا ما نقف عنده ونتلقاه لكن كيف وصل لهذا الأمر وما هي مراحل مروره بهذه اللحظات، ذلك الإحساس كله يتفاعل داخله عقليا ونفسيا وكلها تختمر في داخله وكونه أن يلتقط لحظة ويسجلها فأنت ترى المنتح النهائي، ويهمني العمق اللي فيه، ولما تقرأها وأنت مستيقظ العقل لا يمكن أن تكون كما كنت فما بالك لو كنت متخصصا هذه هي القضية، وإذا كان سقراط دائم السؤال وهذا يؤدي معه للدهشة فلما نيجي لصلاح جاهين كان لديه نفس السمة، ويبدع لنا كلاما صالح لكل زمان، الفنان المبدع يلتقط لحظة وينجح في سجنها ولا يجعلها تهرب أو يحدد إقامتها وأنت تستمتع بهذه اللحظة كمتلقي وهذا ينبع من لوحة أو لقطة سينمائية معينة ولا تموت مع مرور الزمان، وممكن تندهش لأمر سلبي، لكن الدهشة عند صلاح جاهين إيجابية وتعمل العقل وتحرك الوجدان”.

الليلة الكبيرة

وعن تصنيفه لأوبريت “الليلة الكبيرة”، قال: “هو عمل فني إبداعي، وتكتشف أنها أكثر من لوحة وتيمة لديك الأطفال والمراجيح ولاعب السيرك، ولو ذهبت بمفردك للمولد فلن ترى كل هذا ولكن هو جمع كل التيمات ووضعها أمامك، ولما تراها تستحضر الغياب بمعنى إنك ستنزل للذهاب للمولد فأنت تستحضر العمل الفنيو تعمل نوع من المقارنة بين ما شاهدته وأرض الواقع، والمتلقي يبدأ يكون عنده ثقافة إزاي هذا تم تقديمه وقدم لنا عمل فذ لن ينتهي على مدار السنين”.


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك