تستمع الآن

فيلم السهرة “الإرهاب والكباب”.. عندما يكون الكباب بديلا للعيشة الهباب

الأحد - ٢١ يناير ٢٠١٨

يعد “الإرهاب والكباب” من بين أهم الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية، وأبرز أفلام “الزعيم” عادل إمام، الذي قدمه في فترة تعاونه الذهبي في فترة التسعينيات من القرن الماضي مع المؤلف وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، بعد “اللعب مع الكبار” و”المنسي” و”طيور الظلام” و”النوم في العسل”.

وناقشت آية عبدالعاطي، عبر برنامج “فيلم السهرة”، يوم الأحد، على نجوم إف إم، للحديث عن الفيلم وفكرته وسببت تسميته والتيمة الخاصة به، حيث ترجع أهمية فيلم “الإرهاب والكباب” إلى جرأته وتناوله الساخر لقضايا المواطن المصري البسيط مع ظروف المعيشة الصعبة، من خلال قصة الموظف “أحمد”، الذي يتحول إلى إرهابي عن دون قصد، بعد مروره بلحظة غضب مع أحد موظفي مجمع التحرير، الذي يُهمل طلب أحمد بشأن نقل أبنائه إلى مدرسة أقرب إلى منزله.

وحقق فيلم “الإرهاب والكباب” نجاحا مدوّيا وقت عرضه، وربما لم يغفل أحد عن مشاهدته في شاشة التليفزيون، بعد مرور 25 عاما على عرضه.

وقالت آية في مستهل الحلقة: “السيناريست وحيد حامد مؤلف الفيلم، زيه زي كتير من المصريين ذهب يقضي مصلحة في مجمع التحرير ثم عاد وكتب مقالة في مجلة روزاليوسف عن يومه في المجمع وإنه عنده تساؤل مهم جدا، إزاي في مكان واحد في إدارات لكل الوزارات وكل الإدارات الخدمية تقريبا، لو المكان ده تعرض لأي حادث معناه ببساطة إن مصر ستفقد عقلها، ثم هاتفه المنتج عصام إمام ويقول له دي مش مقالة يا وحيد ديه أحداث تتعمل فيلم، وهذا كانت بداية أن يكون في فيلم اسمة الإرهاب والكباب”.

حكاية الفيلم

يلعب عادل إمام دور “أحمد”، وهو موظف صغير يمثل رجل الشارع، يحاول أحمد المرة تلو الأخرى أن يستخرج من مبنى المجمع في قلب القاهرة الأوراق اللازمة لنقل أطفاله من مدرسة إلى أخرى.

يسبح أحمد وسط تيار البشر الزاحف في ممرات المجمع، وبعد عدة دورات في طوابق عديدة يصل إلى المكتب المنشود، وعندما يصل إلى هدفه يجد موظفة تثرثر بلا انقطاع وبهستيرية في التليفون مع صديقتها، ثم تحيل الموظفة أحمد إلى موظف آخر وهو لا ينتهي من صلاة حتى ينهمك في أخرى، وبين آيات الحمد والشكر التي يلهج بها يرسل الموظف أحمد إلى “الأخ مدير القسم” (الأستاذ مدحت) الذي يكون ذات مرة في دورة تدريبية، ومرة أخرى يكون خارج المجمع ليقضي حاجته إذ أن دورات المياه في المجمع لا تناسب مقامه، مثلما تقول المرأة الثرثارة.

وأشارت آية: “القصة بتبدأ من عند أحمد ونسال أيضا سؤال مهم ليه البطل اسمه أحمد؟؟ ويمكن دي من أفلام عادل إمام اللي ماتفتكرلوش اسم رنان مش مرجان..المنسي.. رجب.. رمضان، وإنه تقريبا طول الفيلم مش بنسمع اسمه غير في مشهد واحد ومراته بتقوله (أحمااااااااد)، وده عشان تقريبا ناس كتير في مصر اسمها أحمد.. وهنا مش عايزين البطولة للاسم البطولة للإنسان اللي هيشوف نفسه في أحمد”.

وشددت: “الفيلم تم تصويره في 6 أسابيع منهم شهر رمضان والمنتج عصام إمام كان بيجيب تقريبا كباب أغلب الأيام، فكيف تعمل دراما مكتملة الأركان في مكان واحد وتقدر تطوع كل عناصر اللغة السينمائية لخدمتك.. مع إنك في مكان واحد ببساطة لازم يكون فيه أزمة ويكون فيه إدارة ممثل فائقة الجمال وهذا بالضبط اللي عمله شريف عرفة في الفيلم”.

المقدمات تؤدي إلى نتائج

وانتقلت آية للحديث عن أحداث الفيلم التي تتصاعد، قائلة: “يستغل كاتب السيناريو المجمع لكي يتحدث عن معظم مناحي الظلم التي يعاني منها الناس في الحياة، وتنبع الكوميديا في الفيلم من المبالغة في رسم الشخصيات التي تتسم أساساً بالنمطية: شخصية الجندي مثلاً (أشرف عبدالباقي)، القروي الساذج الذي يقبل إهانات رئيسه الأعلى رتبةً الذي لا يأمره بتنظيف مكتبه من الغبار فحسب، بل يدعه أيضاً يعتني بأطفاله؛ أو ماسح الأحذية الذي يجلس على الدرج بين الطوابق ويحكي كيف احتال عليه الموظفون في المجمع واستولوا على قطعة الأرض الصغيرة التي كان يملكها؛ أو المرأة التي قُبض عليها خطأ (يسرا) باعتبارها فتاة ليل والتي ترفض أن توقّع على اعترافات خاطئة لم تدل بها؛ وأخيراً الشاب النوبي الذي يبدأ كلامه دائماً بعبارة: “في أوروبا والدول المتقدمة …”.

يفشل أحمد في العثور على رئيس القسم في إحدى دورات المياه في المباني الفاخرة المجاورة للمجمع، وفي طريق العودة إلى المجمع يرى في الشارع رجلاً أنيقاً متقدماً في العمر كان قد سمعه من قبل في الأتوبيس وهو يهاجم انحلال الأخلاق وتزايد أشكال التدين والغباء في المجتمع، يعتقد أحمد أن الرجل هو “الأخ رئيس القسم”، وهكذا يعود مسرعاً إلى المكتب ويعلن أنه سيبقى هناك إلى أن تُستخرج الأوراق المطلوبة.

وهكذا يتفجر نزاع بينه وبين الموظف المتدين الذي يريد التخلص من أحمد، في حين يرى أحمد أن المصلحة الحكومية مكان عمل وليست دار عبادة، يتطور الأمر إلى عراك بالأيدي، فتتصل الموظفة بسرعة بقوات الأمن، وخلال القبض على أحمد تنطلق رصاصة، يجد أحمد البندقية في يده، فيعلن وقد استولى عليه الارتباك أن كل الموجودين رهائن.

وأوضحت: “فيه حاجة في الكتابة اسمها تاريخ الشخصية، إني لازم لما أشوف بطل في فيلم بيعمل حاجة كبيرة أو بيتحول من شخص هادئ لمجنون أو من محترم لمرتشي لازم أقدم له الأسباب، مفيش جريمة بترتكب من غير سبب، وده اللي عندنا في الفيلم بيظهر في الأول عشان نعرف ليه أحمد تحول لمشتبه إنه إرهابي

لازم كنا نروح كذا مكان (بيته مع زوجته (ماجدة زكي) شغله (المدير الفاسد) (شركة المياه+الكافيتريا)، الأتوبيس (الممثل عبد العظيم عبد الحق) فرن العيش، (المجمع)”.

ولا يتضامن مع أحمد سوى الشخصيات المذكورة سلفاً، ما عدا النوبي المتعلم، أما الأشخاص الآخرون في المجمع فهم مجرد رهائن، المقابلة بين الدولة والشعب تتحول إلى مقابلة بين إرهابيين ومواطنين صالحين، إلى أخيار وأشرار.

وزير الداخلية

وشددت آية: “تبدأ أحداث اليوم مع وصول وزير الداخلية الذي قام بدوره الفنان كمال الشناوي، والذي كان رافضا للدور في البداية بسبب صغر حجمه في الأحداث، وفي داخل المجمع تتعرف على كل الشخصيات إن فعلا كلهم أحمد وكلهم مقهورين بأشكال مختلفة”.

تصاعد الأحداث

هنا تتصاعد الأحداث ويبدأ يسأل الوزير عن مطالب الإرهابيين، غير أن الخاطف يبدأ في التهتهة عاجزاً عن قول شيء، وفي النهاية يسأل الرهائن ما إذا كانوا يشعرون بالجوع، ثم يخبر الوزير برغبتهم في أكل الكباب، يعرض الوزير عليهم وجبات من كنتاكي، غير أن الشعب يرفض ذلك ويهتف عبر نوافذ المجمع المفتوحة: “الكباب الكباب، يا نخلي عيشتكوا هباب!”

لدى محاولة الوزير انتزاع المطالب من أحمد يضحك الأخير ويقول في اضطراب أنْ لا مطالب لديه، وأنه جاء ليستخرج أورقاً خاصة بنقل أطفاله من المدرسة، وأنه لا يختلف عن كل الموجودين الآخرين الذين يبدأون شيئاً فشيئاً في التحدث عن همومهم ومشاكلهم، معلنين ببلاهة عن استيائهم من السياسة، لكنهم يعجزون عن صوغ مطالب، أثناء إخلاء المجمع على نحو سلمي يغادر أحمد المبنى في حماية الرهائن دون أن يتعرف عليه أحد من رجال الشرطة، ويشرق نور الفجر ويختفي الممثلون عن الأنظار، الواحد إثر الآخر.

النهاية

قالت آية في نهاية الحلقة: “على غير عادة وحيد حامد في فيلم مثل (الغول) وإنه يلجأ للحل الفردي، لجأ للحل الجماعي مثل فيلم (المنسي) الخروج وسط الناس والحماية فيهم، نخرج وكان اليوم كان حلم والكل خرج مرضِ، لا الحكومة تورطت في أحداث عنف ولا أحمد قبض عليه وأصبح إرهابيا بجد، وزي ما شفنا أحداث يوم كامل والحياة ماشي عادي جدا، الناس خرجت مع أول خيط لنور الصبح وبرضه الحياة ماشية عادي جدا والناس ماشية جنب بعض في خروج في مساحة حرة ونظرات الرضا على وشوشهم بس رضا في تفكير حتى لو تفكير يا دوب للحظة ولكنه حصل، والفيلم بيتلخص في شريط الصوت للعسكري اللي بيبلغ الوزير تمام يا فندم مفيش غير عسكري الخدمة وجزمجي المجمع.. وبعدها يجي رد عادل إمام (أحمد) على الصحفي لما بيسأله إيه شكل الإرهابي؟ قال له لا طويل ولا قصير ولا تخين ولا رفيع زينا كده”.


الكلمات المتعلقة‎


مواضيع ممكن تعجبك