طالبت دكتورة مها عماد الدين، استشاري طب نفسي للأطفال ومراهقين، الأهل باحترام اختلاف أطفالهم لكي يمنحهم هذا الأمر ثقة مبكرة في النفس، مشددة على أننا يجب أن ننسى كلمة وجود طفل مثالي في الحياة.
وقالت استشاري طب نفسي للأطفال، في حوارها مع رنا خطاب، يوم الثلاثاء، على نجوم إف إم، عبر برنامج “بنشجع أمهات مصر”: “لازم نعترف إن المهارات الاجتماعية وقدرة التعامل مع الناس فيها اختلاف، فيه طفل يقدر يتعرف على بني أدمين كثر، وأخرين يصاحبوا شخص فقط وآخر يأخذ وقته لكي يتعرف على الناس، فيها اختلافات كثيرة ولازم نحترمها، لو تبقى فيه مشكلة لما الاختلاف يؤثر على الطفل لما ما يقدرش يرفع إيده يجيب على تساؤل لو لا يعرف الإجابة الصحيحة، أو زملاءه يضحكون عليه لما يجيب بخوف، أو لو شخص كبير ويكون خائف يطلب أكل لنفسه أو يحاسب في مطعم”.
الحساسية المفرطة
وبسؤاله عن كيفية التعامل مع الحساسية المفرطة لدى الأطفال، أشارت: “يجب أن نعرف أن الثقة بالنفس تنقسم لحاجتين، إني أشوف نفسي إزاي صورتي عن نفسي إيجابية أم سلبية، أو واثق في قدراتي وأقدر أنجح في الامتحان أقدر اعمل أصحاب، لكن ممكن شخص يكون واثق في قدرته ولكن يتأثر بسهولة ومشاعره حساسة ويبكي من أي كلمة وممكن لا يكون فيها نقد ولكن مشاعر سلبية تضايقه، لازم ننظر للصورة بشكل أكبر”.
أطفالنا مثل الفواكه
وشددت: “الطفل من وهو يبدأ يعمل أي مهارة ويعرف يحققها بيكتسب الثقة بنفسه، ولكن هي بداية تكوين الصورة عن نفسي إني أنجح في المهارات، وعلى حسب رؤيتنا للأطفال في سن مبكر فالاختلاط سيكون صعبا أو سهل عليه، أنا علي أن أحترم قدرات أولادي ويسيروا على الوتيرة بشكل مناسب لقدراتهم، دون فرض عليهم مثلا اللعب مع الأطفال، أنا اللي بمشي وراء الطفل مش بسحبه خلفي وبأي سرعة، مش لازم الأحسن من وجهة نظر الأهل يكون الأفضل لأطفالهم على أرض الواقع، دفعه مثلا للعبة جماعية وهو لا يحبها لكي يختلط فقط بأطفال هذا لن يجدي، وخصوصا لو مش بيحب كرة القدم مثلا، ممكن يعلب لعبة جماعية بس لازم يكون يحبها ومثلا كل الأطفال مش بيحبوا الرياضة، وفيه صورة عن الطفل النموذجي إنه بيلعب رياضة واجتماعي ويجيب درجات رائعة، ولكن الحياة فيها لاعبين كرة وفيه مطربين وفي مذيعين وفيه ممثلين، فيه تنوع في الحياة وانتماء الطفل لحاجة شيء مهم طبعا، مفيش فاكهة واحدة ومضطرين نأكلها، ولكن فيه فاكهة صيفية وشتوية وأطفالنا مثل الفواكه مختلفين”.
النجاح والفشل
وطالبت دكتورة مها عماد الدين، الأهالي بتعليم أبنائهم الفشل أولا قبل النجاح، موضحة: “لو فيه مشروع مثلا الأمهات يساعدن أطفالهم بشكل مبالغ فيه حتى لا يفلشوا وبالتالي أنا بخلق للطفل فقاعة أنا ناجح طول الوقت، وهذا ليس صحيحا، المفروض أمنحه فرصة متكافئة والفشل أهم من النجاح لأني سأعرف مدى قدراته وأنميها، لو بنتي عندها مشروع أجعلها تعمل ما تقدر عليه مثلا لو طلعت الثالثة سأكون عرفنا القصور فين ونبدأ نعالج الفشل، مهم عدم وضع الضغط المتوالي وأساعدها على تقبل الفشل عندما يحدث في الحياة، ومش لازم أتوقع الاستجابة من أول مرة ولما حتى الطفل يبكي وينهار مفيش مشكلة هذا سيساعده لكي يحاول، علينا أن نتجنب صنع طفل يخاف من تجربة شيء جديد خوفا من الفشل”.
وبسؤالها من متصلة عن الكسوف لدى المراهقين، أجابت: “فيه حاجة سمها (اضطراب القلق الاجتماعي) لدى المراهقين، يبدأوا يكونوا واعيين بأنفسهم وجسمهم بزيادة ويتولد خوف من لمواجهات الاجتماعية ولو موجود بشكل كبير محتاج تدخل من الأهل، لكن لو على مستوى الأسرة والمدرسة فالمدرسة تلعب دور كبير وتمنحهم أنشطة يكون مسؤولة عنها، ومنحنى النجاح سواء بيلعب رياضة أو دراسة مهم يكون بارز لتحسين ثقته بنفسه، المهم نتكلم معه ولا أضغط عليه ونفكر لحل دون نهره ووصمه بالضعف، ولا أضعه في مواقف أكبر من احتماله علي أن أخلق فرص جيدة في محيطه، مثل جعله يحاسب في مكان مطعم أو سوبر ماركت أو جعله مسؤول في أمور تحسن ثقته بنفسه”.
مواضيع ممكن تعجبك